الحكومة: لماذا نخبئ كميات الأمطار والنفط والمياه تحت الأرض؟

ردّ وزير المياه والري محمد النجار على التساؤل الشائع بين المواطنين حول ما إذا كانت الحكومة تُخفي الأرقام الحقيقية للهطولات المطرية والحصاد المائي حتى يبقى الأردن وكأنه محتاج للمياه من العدو الصهيوني؛ نظرا لوجود تضارب بين أرقام إدارة الأرصاد الجوية ووزارة المياه والري وفق ما نشر مواطنون على منصات التواصل الاجتماعي.

وقال النجار خلال استضافته في برنامج "ستون دقيقة" على التلفزيون الأردني، مساء اليوم الجمعة، إن أرقام الأرصاد الجوية ومناطق قياس الهطول تختلف عن المناطق التي تقيس فيها سلطة المياه معدلات الهطول المطري، فالسلطة تقيس المعدلات في مناطق الأحواض الصبّابة للسدود؛ لأن ما يهمّنا هو ما يدخل السدود.

وأضاف: الأرصاد الجوية منتشرة بشكل أكبر مما هو موجود في سلطة المياه، و"الموضوع مش إنه بنخبّي، الموضوع إنه الأمور كلها واضحة، بعد كل منخفض جوي يتم إعلان كميات المياه التي دخلت السدود ومعدلات الهطول المطري الموجودة حسب القراءات التي تقوم بها سلطة المياه".

وتابع: لا شك أنه يجب أن يكون هناك بعض التضارب في كميات المياه باعتبار أن اهتماماتنا غير اهتمامات الأرصاد الجوية، فالأرصاد الجوية أكثر عموما وأكثر انتشارا في كافة المحافظات، ونحن "يهمنا كم هطل لكن يهمنا ما يأتي إلى السدود" أيضا.

وأردف وزير المياه والري: هناك 14 سدا في المملكة، و"نحن دائما وأبدا نُعلن بشكل يومي عن كميات الأمطار الموجودة أو كميات المياه الموجودة في السدود"، ولا علاقة لاتفاقية المياه مع الاحتلال بكميات الأمطار المعلنة بأي شكل من الأشكال.

واستكمل: لأن لدينا كميات مياه لازمة للشرب والزراعة، وبغض النظر عن السعة التخزينية لكافة السدود البالغة 280 مليون م3، والموجود منها 115 مليون م3، لكن ما نستفيده للشرب فقط من سدّين (الموجب والوحدة) وباقي السدود  يذهب تخزينها للزراعة بشكل عام، وجزء منه يذهب إلى الصناعة؛ مثل مخزون سد الموجب والتنور، أما باقي السدود فمخزونها يذهب للزراعة في الأغوار.

وزاد: وجود كميات ضخمة أو قليلة في السدود لا يعني أن لها تأثيرا مباشرا على مياه الشرب، فـ80% من مياه الشرب مصدرها آبار جوفية، لكنها لا تتغذى من موسم مطري واحد.

وأكد النجار أن موسما مطريا واحدا لا يعني أن هنالك كميات موجودة في الآبار الجوفية، فنحن بحاجة لسنوات عديدة حتى تُغذي الأمطار المياه الجوفية.

من جانبه، قال وزير الزراعة خالد الحنيفات إننا "نتحدث عن نظرية المؤامرة التي تقودها السوشال ميديا والانطباع ونشر الإشاعات وللأسف البعض كأنه مريض نفسي"!.

وتساءل الحنيفات باستنكار: "احنا ليش نخبي كميات الأمطار ونخبي النفط والمياه الموجودة عندنا تحت الأرض؟"، مشددا على أن "هذا الكلام الصراحة معيب أن يُحكى في دولة محترمة عندها مؤسساتها وعمرها يزيد عن 100 سنة".

وأضاف: هناك أرصاد جوية لديها مراصد لأكثر من موقع، بينما وزارة المياه والري مهتمة بقضية مرتبطة بالسدود، وحتى الكميات التي تصل للسدود، وهذا الموسم "موسم خير وبركة"، راجيا من الله أن يكون هناك مزيد من الهطولات خلال الشهر ونصف الشهر المتبقي لموسم الشتاء حتى نهاية شهر آذار (مارس) المقبل، ومع التغيرات المناخية "نحن متأمّلون كل خير".

وتابع الحنيفات: هذا العام الموسم المطري جيد وله انعكاس إيجابي على الناس والحياة والربيع وعلى المزارع وكافة القطاعات.