النهايات

كتب: إبراهيم غرايبة

في نهايه كل مرحلة وقبل أن تبدأ مرحلة جديدة تظهر فئات طارئة كانت مختبئة أو مجهولة كما تظهر الصراصير عندما تفيض المجارير لكنها مرحلة انتقالية تختفي سريعا لتحل بدلا منها مرحلة جديدة

انتهى الاستبداد والاقطاع ولم يبق منه سوى السجون.  وتصعد المدن.

انتهت صحافة الورق ولم يبق منها سوى إنذارات المدينين للبنوك وشركات الإتصالات. ويصعد التواصل الشبكي.

انتهت الدولة المركزية ولم يبق منها سوى الاحتكار والامتيازات وتحصيل الأموال للبنوك. وتصعد الثقة.

انتهت المدارس والجامعات ولم يبق منها سوى التنمر. ويصعد التعلم الذاتي والمستمر.

انتهت المهن ولم يبق منها سوى العجرفة. ويصعد الإتقان.

انتهت المؤسسة الدينية ولم يبق منها سوى اعلان رؤية الهلال ويصعد الدين الخالص والعمل الصالح.

انتهت المولات ولم يبق منها سوى الفهلوة والغرر والاحتيال. وتصعد أعمال وخدمات العرض والتوصيل.

انتهت الوظائف ولم يبق منها سوى الاتجار بالبشر. ويصعد العمل الحر والمستقل.

انتهى الشعر ولم يبق منه سوى التسول. لكن يصعد الإبداع 

انتهت الرواية ولم يبق منها سوى الهذر لكن تصعد الكتابة السردية والابداعية المستندة إلى المعرفة والفلسفة

انتهت المسرحية وتصعد الدراما

انتهت الكتابة الرومانسية لكن تصعد القصة

انتهت مقالة الرأي لكن يصعد الجدل والتعليق

انتهى التلقي ويصعد الحوار والتفاعل

انتهى الكتاب لكن تصعد الكتابة.

انتهت طبقة الاعيان والنواب والوزراء والسفراء وقادة المهن والنقابات والأحزاب ولم يبق منها سوى الادعاء. لكن يصعد القضاة والمبدعون والقادة الاجتماعيون.

انتهت الجيوش ولم يبق منها سوى الهزائم. لكن يصعد السلام.

انتهت الشرطة ولم يبق منها سوى الازعاج. لكن يصعد التضامن.

انتهت المطابع ولم يبق منها سوى التلوث. لكن تصعد القراءة.

انتهت القوميات ولم يبقى منها سوى الكراهية، والتعصب، ويصعد التنوع والاختلاف.

انتهت الجماعات ولم يبق منها سوى الانسياق. لكن يصعد الفرد.

انتهى المؤيدون والأتباع والمريدون، لكن يصعد الاصدقاء والمشاركون

انتهى الحب ولم يبق منه سوى الكذب. لكن يصعد الالتزام والفهم المتبادل.