شاب أردني يجتاز 10 اختبارات وينال عضوية منظمة عالمية
تستطيع كل مؤسَّسة وشركة واستثمار حماية نفسها من السقوط إن استطاعت تقدير المخاطر وحسابها بدقة وفق أرقام محدَّدة، ووضع كل الاحتمالات المبنية على العلم لهذه المخاطر وتجنبها، وهذا ما جعل تخصص العلوم الاكتوارية أحد أهم الاختصاصات في العالم، والذي أثبت الشَّاب الأردني فراس السَّماعين ذو الثلاثين عاما، قدرة الشَّباب الأردني على التفوق والإنجاز به واجتاز 10 اختبارات قاسية وخلال خمس سنوات ليحصل على عضوية المنظمة الوحيدة في العالم بالدِّراسات الاكتوارية والتي يبلغ عمرها أكثر من 100 عام.
الاختبارات التي خاضها سماعين لم تكن في موضوعات سهلة، بل كانت متخصِّصة بالإحصاء، والتحليل المالي، وإدارة المخاطر، والنماذج الاكتوارية، ورغم أنَّ الحصول على النَّجاح في هذه الاختبارات يحتاج لنحو 10 سنوات إلا أنَّ فراس تمكن من اجتيازها بنصف المدة تقريبًا وخلال خمس سنوات وسبعة أشهر فقط، واستطاع أن يكون خبيرًا وعضوًا بها رغم أنَّ عدد المنتسبين لها حتى الآن قليل جدًا.
يقول فراس لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إنَّ هذه العضوية حُلم لأهميتها على المستوى الوظيفي وبناء القدرات وفتح الآفاق له، حيث إنَّ العالم مليء بفرص العمل والاجتهاد والالتزام وتطوير الذات يفتح المجال للوصول إلى هذه الفرص، وهذا ما وصل إليه كثير من الأردنيين واستطاعوا قيادة مؤسسات عالمية كبرى.
ولفت إلى أنَّه حصل على عضوية المنظمة الدولية الرَّائدة في الدراسات الاكتوارية سي إي أس، والتي مقرَّها في الولايات المتحدة الأميركية وتأسست عام 1914، واستطاع أن يجتاز 10 اختبارات تمتاز بالصعوبة الكبيرة والقاسية وتحتاج إلى جهد كبير، واشتملت مواضيع الاختبارات على الإحصاء والنماذج الاكتوارية والتحليل المالي في مجال الدراسات الاكتوارية.
وأكد، أنَّ فترة اجتياز الاختبارات هذه تحتاج إلى فترة زمنية تمتد من 7- 10 سنوات، لكنه استطاع الحصول عليها بفترة قياسية نسبيًا وصلت إلى خمس سنوات وسبعة أشهر، ونسب النَّجاح في هذه الاختبارات يصل إلى 40 بالمئة فقط، وهذا دليل على صعوبة الحصول على هذه العضوية، وفي كل دول العالم لا يتجاوز عدد أعضاء المنظمة 9 آلاف عضو، وهو عدد قليل جدًا، مقارنة بأهمية الدراسات الاكتوارية في العالم.
ويقول سماعين إنَّ عدد العرب المختصين في هذا المجال يعتبر قليل جدًا وقد لا يتجاوز عددهم أصابع اليد نسبة لصعوبة اجتياز متطلبات الامتحانات وطول مدتها للحصول على عضويتها والتي يعتبر أعضائها خبراء في الممتلكات والتأمين ضدَّ الحوادث وإعادة التأمين والتمويل وإدارة المخاطر وإدارة مخاطر المؤسسات الكبرى والشركات والمهنيين الذين تلقوا تعليمهم من قبل CAS يمكّنون الأعمال والحكومات والبنوك والمؤسسات المالية والمحافظ المالية من اتخاذ قرارات إستراتيجية ومالية وتشغيلية مناسبة ضد المخاطر.
وفراس السماعين حاصل على بكالوريوس في تخصص الرِّياضيات المالية والعلوم الاكتوارية من جامعة ماكماستر في كندا، ودرس الماجستير في علوم الإحصاء بنفس الجامعة، وقدم امتحانات الزمالة للمنظمة خلال فترة دراسته، ولعب بصفوف المنتخب الكندي لكرة القدم في كأس العالم التي جرت في المكسيك عام 2009، وحمل الرَّقم 3 كمدافع في المنتخب.
وتأسست منظمة الدراسات الاكتوارية والمعروفة اختصارا بـ "سي اي أس" والمعروفة باللغة الانجليزي Casualty Actuarial Society (CAS) عام 1914 في الولايات المتحدة، وهي المنظمة الاكتوارية الوحيدة في العالم التي تركز حصريا على مخاطر الممتلكات والإصابات في جميع أنحاء العالم.
وقال السَّماعين، إنَّ أول من يستحق الإهداء في الإنجاز هو وطني الأردن وقيادته الهاشمية الدَّاعمة على الدوام لكل الشَّباب والكفاءات الأردنية، وأن الإنجازات تتحقق بالصبر والعزيمة والمثابرة والطموح وحسن التخطيط وتحديد الأهداف الخاصة بذلك والأمل الكبير الذي يفتح كل الأبواب المغلقة.
يُشار إلى أنَّ العلوم الاكتوارية هي من التخصصات التي تعمل على تحديد المخاطر في مجالات التأمين والتمويل باستخدام الإحصاءات والرياضيات ويعمل المتخصصون في هذا المجال على وضع حلول للتقليل من احتمالية وقوع الأحداث السيئة وتقليل النتائج السلبية، وهي الوظيفة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام 2010 وفق موقع موضوع للمحتوى العربي، وتشتمل وظائف هذا التخصص على الاحتمالات وبرمجة الكمبيوتر والإحصاء، والتمويل والاقتصاد.
ويعتبر المتخصص في علم الاكتوار امتلاك قدرات عالية في إجراء العمليات الحسابية الأساسية بسرعة ودقة عالية وهي مهارة مهمة وكبيرة لهم لأنَّ وظيفتهم بشكل أساسي تقوم بالتعامل مع الأرقام والرياضيات المرتبطة بعلم الاكتوار ليست سهلة أبدا، حيث إنَّ وظيفتهم تقدير المخاطر واحتمالات حدوث أشياء أخرى ولذلك فكثير من نجاح وفشل الإدارة في مؤسسة ما يعتمد على إدارة المخاطر في المؤسسة.