الوظائف الأكثر تضررًا من شات "جي بي تي".. هل وظيفتك واحدة منها؟
أثير تخوف من تهديد برنامج الذكاء الاصطناعي للبشر في وظائفهم، التي تعد مصدر أرزاقهم عند إصدار أحدث نسخة من "جي بي تي" وهي "ChatGPT"، التي اكتسبت اهتمامًا كبيرًا، ودارت حولها نقاشات واسعة بين المختصين وعلى منصات التواصل الاجتماعي.
فما يستطيع "ChatGPT" إنجازه من مهام تجعله قادرًا على الحلول مكان البشر في بعض الأعمال، وبالنظر لما يقدر البرنامج على فعله، نستطيع أن نعرف مَن يهدد.
فهو قادر على معالجة اللغة الطبيعية مثل إنشاء النصوص والترجمة، كما يقدر على إنشاء نصوص تفاعلية شبيهة باستجابات بالبشر، وهذا يجعله مفيدًا لمجموعة كبيرة من التطبيقات، مثل إنشاء روبوتات محادثة لخدمة العملاء، أو إنشاء ردود على الأسئلة الواردة عبر الإنترنت، أو حتى إنشاء محتوى مخصص للوسائط الاجتماعية.
تهدد برامج الذكاء الاصطناعي ومن بينها شات "جي بي تي" نحو 20% من الوظائف التي يشغلها البشر، ويمكن أن يحل مكان القوى العاملة التي تشغل تلك الوظائف، مستبدلًا إياها بشكل كامل.
وبحسب ما تنقله صحيفة "ديلي ميل" عن خبير الذكاء الاصطناعي، ريتشارد ديفير، فإن شات "جي بي تي" قادر على الوصول للنقطة، التي يستبدل فيها بالبشر، بعد أن يصبح متمكنًا من أداء أعمالهم، وهو وقت لن يطول انتظاره حتى يأتي.
ويتابع ديفير أن عملية استبدال البشر بالآلة لن يحدث بشكل مفاجئ، فنحن نسير في ذلك الطريق تدريجيًا، وأول مَن يستغنى عنهم هم الأشخاص ذوو الخبرة الأقل، الذين لايقدرون على تطوير ذواتهم، وبالفعل تستخدم حاليًا بعض الشركات "ChatGPT" لإتمام بعض المهام، فقد بدأ الأمر بالفعل
وقبل عامين من الآن كتب "جي بي تي 3" وهو النسخة القديمة من شات "جي بي تي" مقالًا كاملًا نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، وقال عنه أكاديميون وقتها إنه لا خطأ فيه ما ينبئ باقتراب الوقت، الذي سيحل فيه البرنامج محل البشر في بعض الوظائف، بحسب ما أعلنته ذات الصحيفة التي نشر بها.
يهدد شات "جي بي تي" في المقام الأول عددًا من الوظائف، التي تقع مهامها في نطاق قدراته، وتحدد مجلة "فوربس" تلك الوظائف وهي:
التسويق الذي يتضمن بين مهامه كتابة النصوص للإعلانات أو إنشاء ورسائل بريدية تسويقية، أو حتى الكتابة على وسائل التواصل الاجتماعي والنشر بها، فكل تلك مهام يستطيع "ChatGPT" إنجازها بسهولة.
يهدد شات يهدد شات "جي بي تي" الوظائف، التي تعتمد على الكتابة- مشاع إبداعي
وغير المسوقين يهدد البرنامج أيضًا الصحفيون، الذين يعتمدون على الكتابة، وبالطبع الكتّاب، الذين ينتجون كل الأعمال من روايات إلى الكتب الأدبية والتاريخ وغيرها.
ويدخل في نطاق المهددين من "ChatGPT" المبرمجون أيضًا، فالبرنامج قادر على إتمام المهام، التي تدخل في اختصاص المبرمج.
لكن مع دخول الذكاء الاصطناعي تلك المجالات فإنه لا داعي للذعر من الأمر، إذ إن هناك آفاقًا جديدة سيفتحها مع تضييق أخرى، لذا يجب على مَن يعمل في تلك المجالات بدء طريق تطوير مهاراتهم، بحيث تتماشى مع ما يتقنه البرنامج حتى لا يصلوا إلى المرحلة التي يجدون أنفسهم مستبدلين بآلة.
لا تزال الأشخاص في الوظائف المذكورة بمرحلة أمان مؤقت من شات "جي بي تي"، فوفق ما يذكره آلان ستارك أستاذ الاتصال الرقمي بجامعة أمستردام في مقاله، الذي نشر على موقع ساينس نورواي، فإن قدرة الذكاء الاصطناعي، الذي من بينه شات "جي بي تي" لاتزال محدودة، وما ينتجه الآن أعمال أو حلول للمشكلات هي في الغالب غير كاملة أو غير مفهومة بشكل كبير.
ويكمل ستارك مطمئنًا أن الذكاء الاصطناعي لن يطرد الناس من وظائفهم لكنه سيطور من طريقة تعاملهم مع مهنهم وأدائهم فيها، مستشهدًا بوجود الإنترنت، الذي يزعم بأنه لم يتسبب في طرد البشر من أماكن عملهم لكنه ساعدهم في تغيير نمطهم فقط.
يعزز ذلك ما قاله سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه. آي المطور لـ ChatGPT من أن الطريق لا يزال طويلًا حتى يصلوا إلى مرادهم من البرنامج.