عماد العرود يتحدى الإعاقة ويحصل على الماجستير ويعمل "فني ستلايت"
يواجه الأربعيني عماد العرود الحباشنة الحياة وصعوباتها بمزيد من العزم والإرادة، وذلك على الرغم من الإعاقة الحركية في أطرافه السفلى، والتي رافقته منذ الولادة وسببت له صعوبة في الحركة والعمل.
ولم تقف الإعاقة عائقًا في وجه عماد، الذي أصر على أن يواجه الحياة وأن يقهر الصعاب ليحقق مزيدًا من النجاحات، حيث توجه إلى العمل في مهنة فني ستلايت، دون الالتفات إلى ثقافة العيب، رافضًا أن يكون عالة على والده أو إخوته، والتي أصبحت تدر عليه دخلا يوميًا.
واعتاد العرود، الذي يقطن في بلدة راكين، الواقعة شمالي محافظة الكرك، على العمل في مزرعة والده التي تقع على أطراف القرية، حيث كان يقوم برعاية الأغنام، بالإضافة إلى زراعة المحاصيل الحقلية، ومنها البندورة، والكوسا، والبطاطا، والخيار والتي كانت تشكل له أيضًا دخلًا إضافيًا بعد بيعها لأصحاب المحلات التجارية في القرية التي يقطنها.
وقال العرود، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الإعاقة لا تقف في طريق العزم والإرادة، فيجب أن يكون لدى الإنسان العديد من الأهدافُ التي يسعى لتحقيقها بالحياة، مشيرًا إلى قراره إكمال دراسته الجامعية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الإرشاد والصحة النفسية من جامعة مؤتة في العام 2012، وتقدم بعدها لديوان الخدمة المدنية وحصل على وظيفة في مديرية تنمية الكرك.
وزاد العرود، أن طموحه العلمي لم يقف عند الشهادة الجامعية الأولى، وإنما تابع مشواره وحصل على درجة الماجستير في التخصص نفسه عام 2017، وهو الآن في طريقه للحصول على درجة الدكتوراه.
وأكد العرود أن الإنسان طالما يوجد بداخله إرادة حقيقية وإيمان بالله عز وجل، سيتحدى المستحيل ويحقق ما لم يستطع أو يتخيل أحد تحقيقه، فالحياة بالنسبة له ليست إلا تحدٍ.
ويختتم العرود حديثه قائلا: إنه يجب على الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة، أن يؤمنوا بأنفسهم وبقدراتهم، وأن يصبحوا فئة مفيدة للمجتمع، وأن لا يستمعوا لذوي النفوس المريضة التي تسخر منهم ولا تعترف بهم، مشيرًا إلى أنه واجه العديد من الساخرين في حياته، فلم يلتفت إليهم وتمكن من خلال الإرادة والعزم من إثبات نفسه.