عالميا.. أسعار الأغذية تواصل انخفاضها

واصل مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية (الفاو) انخفاضه في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ولكنه شهد ارتفاعًا كبيرًا على أساس سنوي.

ويُستخدم مؤشر المنظمة لأسعار الأغذية لقياس التغيّر الشهري في الأسعار الدولية لسلّة من السلع الغذائية الأساسية، وهو يتألّف من متوسط مؤشرات أسعار خمس مجموعات من السلع الأساسية مرجّحة بحصة كل مجموعة من المجموعات من الصادرات خلال الفترة 2014-2016.

وبحسب التقرير الصادر عن "الفاو"، اليوم الجمعة، بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية 132.4 نقاط في كانون الأول 2022، متراجعًا بمقدار 2.6 نقاط (1.9 في المائة) عن مستواه المسجل في تشرين الثاني (نوفمبر)، وهو بذلك يشهد الانخفاض الشهري التاسع على التوالي ويسجل قيمة تقل 1.3 نقاط (1.0 في المائة) عن قيمته المسجلة قبل عام.

ويعزى الانخفاض في قيمة المؤشر في كانون الأول إلى هبوط حاد في الأسعار الدولية للزيوت النباتية، إلى جانب بعض الانخفاضات في أسعار الحبوب واللحوم، غير أن زيادات معتدلة في أسعار السكر ومنتجات الألبان عوّضته بصورة جزئية.

ولكن بالنسبة لعام 2022 ككل، بلغ متوسط مؤشر المنظمة لأسعار الأغذية 143.7 نقاط، وهو ما يمثّل ارتفاعًا يصل إلى 18 نقطة أي 14.3 في المائة بالمقارنة مع عام 2021.

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب 147.3 نقاط في كانون الأول متراجعًا بمقدار 2.9 نقاط (1.9 في المائة) عن مستواه المسجل في تشرين الثاني، لكنه ما يزال أعلى بمقدار 6.8 نقاط (4.8  في المائة) عن قيمته المسجلة في كانون الأول 2021.

وانخفضت أسعار تصدير القمح في  كانون الأول، حيث عززت المواسم الجارية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية الإمدادات وبقيت المنافسة بين الجهات المصدّرة قوية.

وتراجعت الأسعار العالمية للذرة أيضًا على أساس شهري، في الغالب جراء المنافسة القوية من البرازيل، على الرغم من أن المخاوف بشأن الجفاف في الأرجنتين قدمت بعض الدعم.

وانخفضت كذلك الأسعار العالمية للذرة الرفيعة والشعير نتيجة تأثيرات أسواق الذرة والقمح.

وعلى النقيض من ذلك، أدت مشتريات الجهات المشترية في آسيا وارتفاع أسعار العملات مقابل دولار الولايات المتحدة في بعض البلدان المصدّرة إلى استمرار ارتفاع أسعار الأرز العالمية في كانون الأول.

وبالنسبة إلى عام 2022 ككل، وصل مؤشر المنظمة لأسعار الحبوب إلى مستوى قياسي جديد بلغ 154.7 نقاط بزيادة قدرها 23.5 نقاط (17.9 في المائة) بالمقارنة مع عام 2021، وتجاوز بذلك المتوسط السنوي القياسي السابق المسجل في عام 2011 بمقدار 12.5 نقاط (8.8 في المائة).

وبلغت الأسعار العالمية للذرة والقمح مستويات قياسية جديدة في عام 2022، وذلك بمتوسط يزيد بمقدار 24.8 و15.6 في المائة على التوالي عن المتوسط المسجل في عام 2021، في حين تجاوزت أسعار تصدير الأرز مستوياتها المسجلة في عام 2021 بنسبة 2.9 في المائة في المتوسط.

وتعزى الزيادة في مؤشر المنظمة لأسعار الحبوب في عام 2022 إلى مجموعة من العوامل التي تشمل الاضطرابات الكبيرة في السوق، وتزايد أوجه عدم اليقين، وارتفاع تكاليف الطاقة والمدخلات، والظروف المناخية السيئة في عدد قليل من الموردين الرئيسيين، واستمرار الطلب العالمي القوي على الأغذية .

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية 144.4 نقاط في كانون الأول (ديسمبر)، متراجعًا بمقدار 10.3 نقاط (6.7 في المائة) عن مستواه المسجل في تشرين الثاني (نوفمبر)، ووصل إلى أدنى مستوى له منذ شباط (فبراير) 2021.

ويعزى الانخفاض في المؤشر في ديسمبر/كانون الأول إلى انخفاض الأسعار الدولية لزيوت النخيل وفول الصويا وبذور اللفت وبذور عباد الشمس.

وشهدت الأسعار الدولية لزيت النخيل انخفاضًا بنحو 5 في المائة بعد حدوث انتعاش قصير الأمد في الشهر السابق، مدعومًا بشكل رئيسي بتباطؤ الطلب العالمي على الواردات على الرغم من تراجع الإنتاج في البلدان الرئيسية المنتجة لزيت النخيل بسبب هطول الأمطار الغزيرة. وفي الوقت ذاته، انخفضت الأسعار العالمية لزيت الصويا بشكل ملحوظ، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى التوقعات الإيجابية بزيادة الإنتاج الموسمي في أمريكا الجنوبية. أما بالنسبة إلى زيوت بذور اللفت وزيوت بذور عباد الشمس، فقد انخفضت الأسعار الدولية على التوالي جراء وفرة الإمدادات العالمية وانخفاض الطلب على الواردات، لا سيما من الاتحاد الأوروبي.

وأدى انخفاض أسعار الزيوت المعدنية الخام أيضًا إلى الضغط على الأسعار الدولية للزيوت النباتية لتسلك منحنى تنازليًا. وبالنسبة إلى عام 2022 ككل، بلغ متوسط مؤشر المنظمة لأسعار الزيوت النباتية 187.8 نقاط، بزيادة قدرها 22.9 نقاط (13.9 في المائة) بالمقارنة مع عام 2021، وسجل بذلك ارتفاعًا قياسيًا سنويًا جديدًا .

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الألبان 139.1 نقطة في كانون الأول، بزيادة قدرها 1.5  نقاط (1.1 في المائة) عن مستواه المسجل في تشرين الثاني، وسجل بذلك ارتفاعًا بعد خمسة أشهر من الانخفاضات المتتالية وتجاوز قيمته المسجلة قبل عام بمقدار 10.1 نقطة (7.9 في المائة).

وفي كانون الأول، ارتفعت الأسعار الدولية للأجبان، مما يعكس بشكل أساسي قوة الطلب العالمي على الواردات وتضاؤل فرص التصدير إلى حد ما في خضم ارتفاع مبيعات التجزئة الداخلية وقطاع الخدمات، لا سيما في أوروبا الغربية. وعلى النقيض من ذلك، سجلت الأسعار الدولية للزبدة انخفاضًا للشهر السادس على التوالي، مدعومًا باستمرار تباطؤ الطلب العالمي على الواردات وتوافر مخزونات محلية كافية لتغطية الاحتياجات على المدى القريب.

وفي الوقت ذاته، شهدت الأسعار الدولية لمسحوق الحليب انخفاضًا طفيفًا، حيث فاق انخفاض الأسعار في أوروبا الغربية، مدفوعًا بشكل أساسي بتباطؤ الطلب على الإمدادات الفورية، الزيادات في عروض أسعار الإمدادات من أوسيانيا، وهو ما يعكس في المقام الأول عمليات الشراء النشطة من جنوب شرق آسيا وتحركات العملة.

وفي عام 2022 ككل، بلغ متوسط مؤشر المنظمة لأسعار الألبان 142.5 نقاط، وهو ما يمثل زيادة قدرها 23.3 نقاط (19.6 في المائة) بالمقارنة مع عام 2021، وسجل بذلك أعلى متوسط سنوي على الإطلاق منذ عام 1990.

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم* 113.8 نقاط في كانون الأول بانخفاض قدره 1.4 نقاط (1.2 في المائة) عن مستواه المسجل في تشرين الثاني، وسجل بذلك الانخفاض الشهري السادس على التوالي، غير أنه بقي أعلى بما يعادل 2.8 نقاط (2.5 في المائة) مقارنة بمستواه المسجل قبل عام.

ويعزى الانخفاض في المؤشر في كانون الأول إلى انخفاض الأسعار العالمية للحوم الأبقار والدواجن، وقابله جزئيًا ارتفاع أسعار لحوم الخنازير والأغنام.

وانخفضت الأسعار الدولية للحوم الأبقار بسبب زيادة الإمدادات من أبقار الذبح في عدد من أكبر البلدان المنتجة، وضعف الطلب العالمي على الإمدادات متوسطة الأجل. وفي الوقت ذاته، انخفضت أسعار لحوم الدواجن، حيث كانت الكميات المتاحة للتصدير أكثر من كافية لتلبية الطلب على الواردات من أجل الإمدادات الفورية، وذلك على الرغم من انخفاض الإنتاج بسبب حالات تفشي أنفلونزا الطيور.

وعلى النقيض من ذلك، ارتفعت الأسعار الدولية للحوم الخنازير بفضل الطلب الداخلي القوي قبل عيد الميلاد، وبخاصة في أوروبا، في حين ارتفعت أسعار لحوم الأغنام بسبب تحركات العملة.

وفي عام 2022 ككل، بلغ متوسط مؤشر المنظمة لأسعار اللحوم 118.9 نقاط بزيادة قدرها 11.2 نقطة (10.4 في المائة) بالمقارنة مع عام 2021، وهو أعلى متوسط سنوي مسجل منذ عام 1990 .

وبلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر 117.2 نقطة في كانون الأول بزيادة قدرها 2.8  نقاط (2.4 في المائة) عن مستواه المسجل في تشرين الثاني، وسجل بذلك ثاني زيادة شهرية على التوالي وبلغ أعلى مستوى له في الأشهر الستة الماضية.

وارتبطت الزيادة في الأسعار الدولية للسكر في كانون الأول في الغالب بالمخاوف المتعلقة بتأثير الظروف المناخية السيئة على غلة المحاصيل في الهند التي تعتبر ثاني أكبر منتج للسكر في العالم، والتأخيرات في سحق قصب السكر في تايلند وأستراليا.

وبالنسبة إلى عام 2022 ككل، بلغ متوسط مؤشر المنظمة لأسعار السكر 114.5 نقاط بزيادة قدرها 5.1 نقطة (4.7 في المائة) بالمقارنة مع عام 2021، وبلغ بذلك أعلى متوسط سنوي مسجل له منذ عام 2012.

* خلافاً لسائر مجموعات السلع، لا تكون معظم الأسعار المستخدمة في حساب مؤشر المنظمة لأسعار اللحوم متاحة في الوقت الذي يُحسَب ويُنشَر فيه مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء، وبالتالي تُشتَق قيمة مؤشر أسعار اللحوم للأشهر الأخيرة من خليط من الأسعار المتوقَّعة والملحوظة. ويمكن أن يتطلَّب ذلك في بعض الأحيان تعديلات كبيرة في القيمة النهائية لمؤشر المنظمة لأسعار اللحوم، ويمكن أن يؤثّر ذلك بدوره على قيمة مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء.