العقايلة: استمرار الحكومة بسياسة خنق الحريّات سيسهم في تدهور الوضع العام
بلال العقايلة
ونتيجة لهذا الرفع الذي أنهك المواطنين وأعياهم، وحوّل حياتهم إلى بؤس وحرمان، وأجهز على ما تبقى من الشرائح الدنيا من الطبقة الوسطى، فقد توسعت الطبقة الفقيرة وتفشى الغلاء، وبات الناس يعيشون ضنكا من العيش لا ذنب لهم في أسبابه ومسبباته.
وفي هذه الأثناء، وهذه الظروف الصعبة والحساسة من تاريخ البلد تُقدم الحكومة وأجهزتها على اعتقال الأحرار في مختلف أرجاء الوطن، ومنهم رئيس بلدية معان السابق ماجد الشراري وهو ممن يشكلون صمام أمان في المدينة وبين المتظاهرين وهذا ما تؤيده المواقف التي ظهرت فيها سلمية الاحتجاجات والاضرابات في معان منذ بدايتها وإلى هذا اليوم.
و عليه فإن استمرار الحكومة في سياسة خنق الحريّات، وقطع وسائل الاتصال (الانترنت) عن مدينة معان، منذ عدة أيام، وعزلها عن عالمها الخارجي، وفض موقع الاعتصام بالقوة وإطلاق القنابل المسيلة للدموع، والتسبب في اختناقات لكبار السن والأطفال المتواجدين قرب المكان، وتوقيف واحتجاز النشطاء والمعارضين ضمن إجراءات تخالف النصوص القانونية ومبادئ حقوق الإنسان، فضلا عن تقصد البعض في السلطة وخارجها من شيطنة المدينة ومحاولة خلط الأوراق، رغم أن ما جرى من أحداث مؤسفة أدمت قلوبنا جميعا، هي ضمن إطار المحافظة وليست في قصبتها.
فمن هنا، فإننا نؤكد بأن مثل هذه الممارسات لا تدعم بأي شكل من الأشكال تعزيز مسار الديمقراطية وحرية التعبير، بل ستسهم في تدهور الوضع العام للحريات في البلاد وتفضي إلى المزيد من الحنق والاحتقان وإبقاء النار تحت الرماد، ولا أحد يتنبأ النهايات...
وعليه فإننا نطالب بالإفراج الفوري، عن السيد ماجد باشا الشراري، لتهدأ النفوس ويعود الاستقرار لمختلف أرجاء المدينة.
وفي هذا السياق فإنه لمن الانصاف أن يسجّل لهذا الحراك موقف أصحابه الملتزم والمتعقل والحريص على أمن الوطن واستقراره، لما ظهر فيه المضربون في معان والشوبك ووادي موسى، وأبناء قبيلة النعيمات، ومواقف أبناء البادية الجنوبية الحجايا، والحويطات أحفاد عودة أبو تايه وحمد بن جازي من رجال البدايات الأوائل ومؤسسي الدولة الأردنية الحديثة.
"ربّ اجعل هذا بلدا آمنا" صدق الله العظيم