السعودية تؤكد رَفضها التام لأي اعتداء على أي شبر من أراضي العراق
قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن السعودية تؤكد رفضها التام لأي اعتداءٍ على أيّ شِبرٍ من أراضي العراق.
واضاف بن فرحان خلال كلمته في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في دورته الثانية أن الممكلة السعودية تؤكد على وقوفها صفا واحدا مع الأشقاء في العراق في محاربة الإرهاب والتّطرف وكل من يسعى للدمار والخراب وإثارة الانقسامات.
وتاليا كلمة وزير الخارجية السعودي:
وأودُ أن أُعربَ عنْ إشادةِ المملكةِ بالإرادةِ السياسيةِ لدى جمهورية العراقِ والمتمثلةِ في عزم دولةِ رئيسِ الوزراءِ / محمد شياع السوداني على مواجهةِ التحدياتِ وتكريسِ الأمنِ والاستقرارِ لتحقيقِ طُموحاتِ وتطلّعاتِ الشَعبِ العراقيّ الشقيقْ. كما تؤكدُ المملكةُ وقوفها جَنباً إلى جنبٍ معَ العراق، لصونِ استقرارهِ، وحفظِ سيادتهِ، ودعمِ جهودهِ التنمويةِ، واستعادةِ مكَانتهِ التاريخيةِ، أرضاً للحضارةِ والعلمِ والمعرفةِ، والنهوضِ به إلى مَرحلةٍ جديدةٍ تُـقَـدَّمُ المصلحةُ الوطنيةُ فيها على أيةِ اعتباراتٍ أُخرى.
أصحابَ الجلالةِ والفخامةِ والسمو والمعالي،،
إن اجتماعنا اليومَ يؤكدُ الرغبةَ المشتركةَ والصادقةَ لِدولنا لاستمرارِ وتيرةِ التَعاونِ والدعمِ لجُمهوريةِ العِراق، وترجمتها إلى شراكاتٍ فِعليةٍ تُحققُ نَتائجَ ملموسةٍ. ولنْ تَدَّخِرَ المملكةُ أيَّ جُهدٍ في سبيلِ دعمِ مسيرةِ العراقِ الاقتصاديةِ والتنمويةِ، انطلاقاً من إيمانها التامِّ بأنَ نَماءَهَا ورخَاءَهَا، يَرتبطُ ارتباطًا وثيقاً بنماءِ ورخاءِ جيرانها والمنطقةِ أجمعْ، وأن رؤيةَ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ المستقبليةِ تَهدفُ لخيرِ بلدان المنطقةِ والعالمْ.
كما تؤكدُ المملكةُ على اعتزامها المُضِيِّ قُدمًا في تَفعيلِ وتسريعِ خِطةِ العملِ المُشتركةِ تحتَ مظلةِ مجلسِ التنسيقِ السعوديّ العراقيّ، والعملِ معَ الحكومةِ العراقيةِ لفتحِ آفاقٍ جديدةٍ للتعاونِ وتعزيزِ الفُرصِ الاستثماريةِ الواعدةِ للشركاتِ ودعوتها إلى توسيعِ نشاطاتها في البلدين، في مجالاتِ الطاقةِ المتجددةِ والنظيفةِ، وتحليةِ المياهِ، والزراعةِ، وغيرها من المجالاتْ، وتشكلُّ مبادرتيّ المملكةِ "الشرق الأوسط الأخضر" و"السعودية الخضراء"، ومشروعِ الحزامِ الأخضرِ بالعراقِ مجالاً من مجالاتِ التعاونِ المهمةِ والتي تهدفُ لتعزيزِ الشراكةِ بينَ البلدينْ. كما يتعاونُ البَلَدَانِ من خِلال شراكتهما في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وكذلكَ في مجموعةِ (أوبك بلس)، من أجلِ الحفاظِ على استقرارِ أسواقِ النفطِ العالميةِ. وتدعمُ المملكةُ جهودَ ومشاريعَ إعادةِ إعمارِ العراق، وتفعيلِ مشاريعَ الربطِ الكهربائيّ والمائيّ.
وأشيدُ في هذا الصددْ بالمبادراتِ التي أطلقها مجلسُ الأعمالِ السعوديّ العراقيّ، ومن أهمها مُبادرةُ إنشاءِ مَركزِ بياناتٍ للفرصِ والحُلول والقراراتِ التي تَخدمُ مجتمعَ الأعمالِ في الجانبين، وإقامةِ مُلتقىً اقتصاديٍّ سنويّ، إضافةً إلى مبادرةِ القوافلِ التجاريةِ المتخصصةِ بينَ البلدينْ، وتنظرُ المملكةُ بتقديرٍ بالغٍ للتفاعلِ الإيجابيّ للعراق في تدعيمِ ممكناتِ التنميةِ والتعاونِ الإقليميّ مما سَينعكسُ إيجاباً، بإذنِ اللهِ، على رخاءِ الشعبِ العراقيّ وازدهاره.
وفي الختامْ، لا يسعني إلا أن أجددَ تأكيدَ المملكةِ وإيمانها الكاملِ بقدرةِ العراقِ على النهوضِ ورسمِ مُستقبله بما يَتناسبُ مع مكانتهِ العريقةِ والعربيةِ والاسلاميةِ والعالميةِ. مُستندًا على ما لديهِ من ثرواتٍ طبيعيةٍ وكفاءاتٍ بشريةٍ ومَوروثٍ حضاريٍّ عَريقْ. والسلامُ عليكمْ ورحمةِ اللهِ وبركاتهُ.