كيف استُشهد رجال الأمن العام وأُصيب آخرون بمداهمة الخلية الإرهابية؟

قال العين خالد الكلالدة إن ما حدث اليوم هو عمل إرهابي كامل المواصفات، نابع عن فكر ظلامي تكفيري انتمى إليه القتلة الذين بدأوا باغتيال الشهيد العميد عبد الرزاق الدلابيح منذ أيام، واليوم أتبعوه بثلاثة آخرين من جهاز الأمن العام.

وردا على تساؤل العديد من المواطنين عن سبب وقوع هذه الإصابات داخل جهاز الأمن العام على الرغم من أن بيت الخلية الإرهابية صغير ومعزول، أوضح الكلالدة أن القوة الأمنية التي ذهبت كان هدفها تطبيق القانون وليس التصفية والقتل، وأرادت إلقاء القبض على المتهمين باغتيال الشهيد الدلابيح ثم إرسالهم للقضاء، "فلا يجوز أن يقوم شخص بتطبيق العدالة بنفسه".

وأضاف خلال استضافته في برنامج "صوت المملكة"، على قناة "المملكة"، مساء اليوم الاثنين، أن جهاز الأمن الأردني متقدم وحضاري ذهب كي يجلب المتهمين للقضاء حتى تتم محاكمتهم بشكل حضاري وفق القانون دون اغتيالهم أو تصفيتهم، على الرغم من أن لدى الأمن القدرة على ذلك، لكن جاء الرد بعمل خسيس.

وتابع: القوة الأمنية ذهبت لتطبيق القانون وجلب مشتبه به بقتل الدلابيح، لكن أفراد الأمن تلقوا الرصاص بشكل غادر وبالتالي كان هناك إصابات داخل جهاز الأمن، و"هذه دولة وهذا جهاز أمن مهمته الأولى الحفاظ على حياة الناس وأمن الناس وأموالهم".

وأكد الكلالدة أنه كان بالإمكان "تطويق المكان وإنهاؤه في لحظات"، لكن جهاز الأمن لم يهدف إلى ذلك، بل أراد جلب هؤلاء المتهمين حتى تجري محاكمتهم حسب الأصول ويأخذ القانون مجراه.

ونعت مديرية الأمن العام استشهاد كل من: النقيب غيث قاسم الرحاحلة والملازم /2 معتز موسى النجادا والعريف إبراهيم عاطف الشقارين والذين ارتقوا شهداء في سبيل الوطن برصاص الغدر والإرهاب، مشيرةً إلى إصابة خمسة من مرتباتها أُسعفوا وهم قيد العلاج.

وأكّدت المديرية في بيان لها اليوم الاثنين، أن قوة أمنية خاصة قامت صباح اليوم بتنفيذ مداهمة لخلية إرهابية في منطقة الحسينية بمحافظة معان، بعد أن قادت التحقيقات التي قام بها الفريق التحقيقي المكلف بحادثة استشهاد العميد الدلابيح بحصر الاشتباه بمجموعة من الأشقاء من حملة الفكر التكفيري.

وأضافت أنّ القوة الأمنية الخاصة حاصرت مكان وجود المشتبه بهم، إذ قام أحدهم وفور بدء المداهمة بإطلاق عيارات نارية كثيفة من سلاح أوتوماتيكي باتجاه القوة وتم تطبيق قواعد الاشتباك معه، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة من ضباط وأفراد القوة وإصابة خمسة آخرين ومقتل الإرهابي مطلق النار.

وأكّدت المديرية أنّ المداهمة أفضت لإلقاء القبض على تسعة أشخاص آخرين مشتبه بتورطهم في القضية، منهم أربعة أشقاء للإرهابي المقتول الذي أطلق النار باتجاه القوة وثلاثة آخرين من أبناء أحدهم ومعهم شخصان آخران كانا برفقتهم وضُبط بحوزتهم مجموعة من الأسلحة النارية الأتوماتيكية وكمية كبيرة من الذخيرة.

وكانت التحقيقات في قضية استشهاد العميد الدلابيح قد أكّدت من خلال المعلومات والأدلة التي تم جمعها من مسرح الجريمة حصر الاشتباه بتلك المجموعة التي يحمل معظم أفرادها الفكر التكفيري المتطرف.

وبيّنت مديرية الأمن العام أنّ التحقيقات مع المقبوض عليهم متواصلة وسيتم الإعلان عن مجرياتها ونتائجها أولاً بأول لحين إحالة القضية للقضاء.

وإذ تنعى مديرية الأمن العام "شهداءنا الذين ارتقوا لبارئهم مدافعين عن أمن الوطن وترابه الطهور لتؤكد أنها قائمة على واجباتها مواصلة جهودها في مسيرة الفداء والتضحية وخدمة الأردن العزيز والغالي وأبنائه وحفظ أمنهم، وأنّ دم الشهداء لن يزيدنا إلا صلابة وقوة لمواصلة واجبنا المقدّس والبرِّ بالقسم الذي قطعناه على أنفسنا".