ملاحظات سريعة على المؤتمر الصحافي لوزير الداخلية

محمد ابو عريضة

1: أولًا، بغض النظر عن موقفي من السلطة، ومن وزارة الداخلية، أنا متعاطف مع وزير الداخلية، لأنه بكل جسارة حاول أن يقول شيئًا لم يقله أحد: نحن غير قادرين على تخفيض أسعار المحروقات.

2: عقد وزير الداخلية مع مدير الأمن العام المؤتمر الصحافي، مؤشر على أمر في غاية الخطورة: الحكومة لا تمتلك إلا الحل الأمني. لكن يمكن إضافة سبب آخر، لغياب الحكومة وحضور وزير الداخلية فقط: رئيس الحكومة والفريق الاقتصادي، المعنيون بالدفاع عن القرارات الاقتصادية، مذعورون، ويخشون مواجهة الناس بالحقيقة، وهو ما يؤكد أنهم ليسوا أهلًا لتحمل المسؤولية.

 

3: أنا على قناعة تامة بأن الأردنيين يمكن أن يقبلوا بهذا الواقع، ويمكن لهم أن يربطوا على بطونهم، حتى تمر البلد من الموقف الصعب، لكن بشروط:
- إقالة هذه الحكومة.    

- تغيير النهج السياسي المتبع.

- الاستماع إلى الناس ومعاناتهم.

- اجتراح حلول جذرية لمشاكل البلد الاقتصادية.

- استعادة مقدرات الوطن التي جرى إهدارها وبيعها في صفقات مشبوهة.

- محاسبة الفاسدين، كبيرهم وصغيرهم، واسترداد ما سرقوه من أموال الأردنيين.

- اعتماد الضريبة التصاعدية، وفرض ضرائب على الثروات المكدسة. وإعادة النظر بقانون الضريبة العامة على المبيعات، بوصفها العمود الفقري لسياسات اقتصاد السوق التي دمرتنا. 

- تبني سياسات اقتصادية تعتمد على الذات، وإعادة النظر إلى الزراعة. والصناعة، بوصفهما محور الاقتصاد الحقيقي.

- نسج شراكات حقيقية مع الدول العربية، وتنويع الخيارات السياسية.

- إلغاء اتفاقية وادي عربة وطرد السفير الإسرائيلي وتجريم التطبيع.

- إعادة الاعتبار للتعليم الحكومي وللقطاع الصحي العام، بوصفهما أكبر ضمانة لبقاء الدولة قوية، ومنع تغول القطاع الخاص على الفقراء، ووقف الطبقية في التعليم والعلاج. وهذا لا يتأتى إلا بجعل هذين القطاعين – التعليم والصحة – محور 

التنمية المنشودة، حينذاك لا يعود القطاع الخاص قادرًا على المنافسة، فيتلاشى.

4: لأن الطبقة السياسة غير قادرة على تبني ما طرحته، فإن المؤتمر الصحافي لوزير الداخلية يمسي كـ "نافلة القول" أو كـ "سقط المتاع" أو كـ "لزوم ما لا يلزم". مع أني كما قلت متعاطف مع وزير الداخلية، لأسباب ذكرها بعض الأصدقاء، حينما 

قالوا إنه يشبهنا، لكن الأهم أنه امتلك شجاعة لم يمتلكها غيره.