لا تقرأ إن كنت على جسر عبدون.. أشرقت المغرب رغم الأفول

الدكتور حسام عودات 

 

يا صاحب البسطة وعرباية الجرير، يا عربي النكبة، ويا ممنوح الكوبونات المسروقة من طحين الرغيف، أيها المعلوف قبل الذبح بقليل، وبعد الكدح بكثير.
يفتقدونك عندما يغيب البدر بعد أن سرقوا منا قمر العشاق، والحصادين ، ويريدون منك أن توهج شموسا طالما تلذذوا بإطفائها، ويأمروك بتحقيق حلم قد شتتوا غفوته بكوابيس العوز والحرمان.
عليك أن تملىء كؤوس فخرهم، بعد أن تجرعت الحنظل بدنان القهر وآنية الفجّار.
أشرقت المغرب رغم الأفول ، ولم نعتب على أجساد لم تعتد على رشات الفاخر من عطور ( ديور ) كما يعيش خصمها، ولم تتبادل صور التذكار يوما تحت برج يدغدغ السحاب.
كيف نخطب نانسي بنت عجرم ونحن بجمال الحطيئة وطلة الأوغندي باغوما ، وكيف نطلب الكأس من أقدام طالما اعتادت على الشلايك ، وتفدرت على دروب الأمل رغم تسلل الخيبات ؟!!!!!
فرحنا قليلا قبل أن يشيخ الرجاء ، وكم تمنينا أن يطول المساء قبل أن تطفىء الصافرة فرح أفئدتنا بحكايا النصر والرايات .
يعز عليّ في عيون طفلتي البلل، وليست وحدها من بان الدحنون في وجنتيه والمقل ، فسرورنا شحيح وآهاتنا تأبى الدجل .
كمً تأملنا تلوين الحلقات في زحل ، لكن القدر يا ابنتي غزل ، ورغم الخسران ، قد جمع المحبة لمغرب الأسود ، مثل ماء النبع في القلل.

طابت أوقاتكم