لماذا تتجرأ الحكومات على أبو 400 دينار؟
الدكتور رحيل غرايبة
لا أدري لماذا تتجرأ الحكومات على ( أبو 400 دينار و 350 دينار)... وعلى أصحاب الأعمال البسيطة والدخول المتدنية... ولا تتجرأ مطلقا على أصحاب الملايين والمليارات... الذين يعلن بعضهم عن ربح مليار دينار بالسنة بعد الخصميات.. والاعلان عن تحقيق أرباح مئات الملايين لبعض البنوك... وبتروح تلقط الملاليم من جيوب الغلابى الذين تتراكم عليهم فواتير الكهرباء والمية والتلفون والخبز.
لماذا لا يتم رفع الضريبة على البنوك التي تم تخفيضها بتواطؤ ملعون حرسي وغير مبرر.. وعلى الشركات الكبرى التي كانت ملكا للشعب الأردني ... لقد آن الأوان لأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة أن يقفوا مع وطنهم مرة وقت الضيق والزنقة.. فكل لحم أكتافهم من هذا الوطن... على الحكومة أن تعمد كذلك إلى وقف الهدر من المال العام على المواكب والسيارات الكبيرة.. وأن تعمد إلى تقليل المكافأت المبالغ فيها لأصحاب الدخول العالية الذين يصل راتب أحدهم إلى مليون دينار سنوي... وتصل فاتورة بدل تنقلات لأحدهم 69 الف وزيادة في السنة.
عندما يصبح العجز باهظا أو عندما تصبح خدمة الدين قاصمة لظهر الموازنة... ويستحق 450 مليون دينار حالا ونقدا دفعا معجلا.
فلا يكون الحل بالميل على الجيوب المثقوبة والمكشوفة .. وليس الحل برفع الديزل والكاز والبنزين على الناس الغلابى الذين يلتقطون رزقهم باليوم .. فهذا حل العاجز البائس الذي يدفع بتأجيل المشكلة المستعصية لمن خلفه..
ليس معقولا أن لا يتم تخفيض حجم المصروفات لبعض الجهات التي تستهلك الجزء الأكبر من حصيلة دافعي الضرائب.. ولا يتم المساس بها وهي تنفق وتتبغدد على حساب العاملين والمزارعين والموظفين والمسخمين.
الناس يعرفون الحقيقة كاملة كما هي وأكثر مما تتوقعون فهم ليسوا أغبياء كما يتوهم المتذاكون .. وليس معقولا أن يتم تجاهل هذه المعاناة المكبوتة كل هذا الوقت .. وأنتم تدفعون بالوطن والمواطن نحو الهاوية.
ليس معقولا البتة ولا بأي لغة سنسكريتية أن يملأ صاحب السيارة نصف خزان سيارته بثمن برميل النفط عالميا... وين صارت؟ وبأي حسبة ظالمة؟.
وليس معقولا في الوقت نفسه أن أصحاب الدخول العالية والوزراء وكبار القوم يملأون خزانات سياراتهم عل حساب الدولة وكل سياراتهم حجم الموتور لها يزيد عن 6500cc فما فوق.
الا تلاحظون أن المعادلة مقلوبة... حيث أن الدعم الحكومي يقتصر على المقتدرين والكبار وأصحاب الدخل العالي.
نحن نعيش فترة حرجة جدا لا ينفع معها السكوت على الأخطاء الفاحشة والمنهجيات المدمرة التي تدفع نحو مزيد من الديون ... ومزيد من البطالة ومزيد من العجز... ومزيد من الضرائب على الطبقات الفقيرة والمسحوقة.
كل حكومة تأتي لا تفعل لنا شيئا سوى مزيد من الديون ومزيد من النفقات ومزيد من العجز ومزيد من الضرائب ومزيد من رفع الأسعار ومزيد من كلف المعيشة .. وهل خرمت هذه القاعدة ولو مرة واحدة؟.