ماذا تعرف عن عضة البرد؟

هناك عدة أمراض شائعة في فصل الشتاء، علينا أخذ احتياطاتنا منها، ولعل أبرزها الرشح والإنفلونزا (الكريب) وقد تحدثنا عنها في مقالاتٍ سابقة.

وفي هذا المقال، سنتحدث عن إصابة أكثر ما نتعرض لها في فصل الشتاء، ألا وهي عضة البرد (أو ما يسمى الشَرَث).

تقرّح الأصابع (الشَرَث): هو عبارةٌ عن تورمٍ صغيرٍ يترافق مع تغير لون الجلد مكانه وحكةٍ؛ يحدث كرد فعلٍ على التعرض لدرجاتٍ منخفضةٍ جدًا من الحرارة.

وغالبًا ما يحدث في لأطراف كأصابع القدمين واليدين وحتى الأذن والأنف، وكثيرًا ما يكون مزعجاً.

آلية حدوث الإصابة:

عند تعرض الجلد (وبخاصةً الأطراف) إلى البرودة تتقبض الأوعية الدموية السطحية فيه، وفي حال تعرضه للحرارة سوف تتوسع الأوعية الدموية.

إذا ما حدثت هاتان العمليتان بسرعةٍ كبيرةٍ (التعرض للبرودة الشديدة ثم الدفء بشكلٍ متتالٍ وسريعٍ) فهذا سيؤدي إلى عدم استطاعة الأوعية الدموية ضبط ازدياد جريان الدم في المنطقة مما يؤدي إلى تسرب الدم إلى النسج المجاورة ومن ثم التورم وظهور الحكة.

أعراض عضة البرد:

نمو الورم بعد عدة ساعاتٍ من التعرض للبرودة.

الشعور بحس حرقةٍ وحكةٍ في المنطقة المصابة، قد يصبح حادًا في حال الذهاب إلى غرفةٍ دافئةٍ.

قد ينتفخ الجلد (مكان الإصابة وما حوله) ويميل لونه إلى الأحمر وأحيانًا إلى الأزرق الداكن.

قد تنمو في بعض الحالات (الحادة) بعض البثور على سطح الجلد وتظهر تقرحاتٍ جلديةٍ، وهنا من المهم جدًا عدم خدش وتخريش مكان الإصابة لأنه سيتمزق بسهولةٍ ويصبح مكان الجرح أو الندبة ملوثًا.

حقيقةً؛ معظم الحالات لا تحتاج للمشورة الطبية لأنها تشفى في بضعة أسابيع ولا تسبب أعراضًا دائمةً.

لكن في حال حدوث إصابةٍ حادةٍ أو متكررةٍ أو في حال ترافقت بشعورٍ سيئ في جميع أنحاء الجسم بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة في الجسم فوق الـ38° c وتشكّل قيحٍ مكان الإصابة عندها يصبح من الضروري زيارتك للطبيب.

هناك فئةٌ من الناس هم أكثر عرضةً للإصابة وهم:

من لديهم دورانٌ دمويٌّ سيئ.

من يقومون بحميةٍ قاسيةٍ ومن لديهم انخفاضٌ في الوزن.

التدخين (حيث إن النيكوتين مقبض للأوعية الدموية).

داء الذئبة.

ظاهرة رينو (وهي حالةٌ شائعةٌ تؤثر على التروية الدموية لبعض مناطق الجسم، عادةً الأصابع).

من لديهم تاريخٌ عائلي للإصابة بالمرض.

التعرض دوريًّا للبرودة مع الرطوبة والرياح الشديدة.

علاج عضة البرد:

يذهب التورم ويُشفى طبيعيًا بعد مرور عدة أسابيع شريطة تجنب تعريض مكان الإصابة للبرودة ودرجات الحرارة المنخفضة.

الإصابة ما تلبث أن تتحسن بعد مرور أسبوعٍ أو اثنين.

يمكن استخدام مسكن ألم ويمكن استخدام الكالامين كمضاد للحكة في حال الانزعاج من الحكة.

في حالة الإصابة الحادة أو الراجعة (الشفاء من الإصابة ومن ثم عودتها) حاول إخبار الطبيب وهو قد يصف دواءً يحسن الدوران في الأطراف (لا تأخذ الدواء دون مشورة الطبيب).

الوقاية من عضة البرد:

حاول التقليل من التعرض للبرودة.

اعتنِ بقدميك (لا تلبس الأحذية الضيقة).

أكثر من المشي (لتحسين الدورة الدموية).

في حال التعرض للبرودة حاول تدفئة الأطراف، ولكن تدريجيًا.

توقف عن التدخين.

ابق نشطاً.

لا تقلل من ملابسك الشتوية (حتى أثناء النوم).

تناول وجباتك ساخنةً في اليوم، هذا سيساعد على تدفئة جسمك.

حاول الحفاظ على غرفةٍ واحدةٍ دافئةٍ في منزلك.

في حال إصابتك بمرض السكري حاول تفقد قدميك وفحصها كل فترة وفترة؛ لأن المصاب بداء السكر قد لا يشعر بالإصابة أحيانًا.