عيون العالم على قطر وقلوبنا معها
أ.د. أنس راتب السعود
غداً ستتوجه أنظار العالم أجمع لقطر لمشاهدة أضخم حدث رياضي في العالم، وقد عملت الدوحة منذ اللحظة الأولى لنيل شرف الاستضافة على تجهيز استضافة استثنائية. فقطر تغيرت بشكل كبير، لكن يعرف قطر وتشرف بزيارتها خلال السنوات الماضية يدرك ان حجم التطور لا يمكن أن يتصوره عقل.
اليوم تتزين شوارع قطر بأعلام اثنين وثلاثين دولة مشاركة في نهائيات كأس العالم 2022، وبصور أبرز نجوم هذه المنتخبات. مثلها مثل باقي الدول التي سبق وان استضافت بطولة كأس العالم لكرة القدم. إلا أن النسخة القطرية مختلفة ومتميزة بالنسبة لي ولكل عربي، فمنذ لحظة الوصول الأولى إلى الدوحة، تبدو الصبغة العربية واضحة على هذه النسخة من المونديال، بدءا باستاد البيت الذي سيستضيف حفل الافتتاح أولاً ثم المباراة الافتتاحية بين قطر والإكوادور، فتصميم هذا الملعب مستوحى من الخيمة التي كان يسكنها أهل البادية، وترتبط بكرم الضيافة.
من الجميل أيضاً، أن شوارع قطر قد تزينت بعبارات مترجمة مستوحاة من عاداتنا العربية ومن ديننا الاسلامي الحنيف لتترك أثراً في نفوس كل من سيحضر المونديال من مختلف بقاع الأرض. وهذه رسالة كبيرة وقوية للعالم أجمع ستوضح صورة العرب الحقيقية والتي للأسف شابها الكثير من التشويه والتلفيق خلال السنوات الماضية بأفعال لا تمت للعرب ولا للإسلام بصلة.
قطر ستنوب عن جميع العرب في هذه المهمة الصعبة، ألا وهي مهمة اظهار قدرة العرب بشكل عام وقدرة دولة عربية واحدة بشكل خاص على منافسة دول عظمى اشتركت في تنظيم كأس العالم مع دول أخرى حتى تنجح.