هل الأردن غني بالمياه؟.. وزير أسبق يُجيب

أوضح وزير المياه والري الأسبق الدكتور حازم الناصر حول توفر المياه في الأردن، قائلا إن استخدام المياه الجوفية في الأردن بشكل مكثف بدأ تقريبا في منتصف سبعينات القرن الماضي.

وأضاف الناصر خلال استضافته في برنامج "صوت المملكة" على قناة "المملكة"، مساء اليوم الاثنين، أن الأردن من الناحية الهيدروجيولوجية ببساطة يُقسم إلى 3 أقسام.

وتابع: القسم الأول هو الطبقة السطحية؛ مثل مياه الأزرق ومياه الأغوار والرمثا وغيرها، والثاني يتمثل بالطبقة المتوسطة وهي ممتازة وكبيرة الحجم وخدمت الأردن منذ بداية الثمانينات إلى يومنا هذا، وهذه الطبقة لها طاقة محددة كما أن أحواضها تملّحت في الظليل إلى المفرق إلى إربد إلى جنوب عمان، وهذه الطبقة استنزفنا جزءا كبيرا منها.

وأرف: منذ حوالي 20 عاما، بدأنا التنقيب عن المياه الجوفية العميقة، وهي الطبقة الثالثة، والتي تتكون من الرمال الحمراء والبيضاء وهي امتداد لطبقة الديسي إلى منتصف الأردن وشماله، لكنها شمالا تصبح عميقة جدا.

واستكمل الناصر: هذه الطبقة جربناها على سبيل المثال في منطقة الريشة بوادي عربة ولغاية هذه اللحظة فإن أهالي الريشة يشربون من هذا البئر العميق بنحو 1100 متر، علما أن مياهه كانت مالحة قليلا وحرارتها مرتفعة فيما تم تركيب وحدة تحلية عليها.

وزاد: انتقلنا بعد إلى ذلك إلى منطقة المخيبة ووادي العرب، وحفرنا مجموعة آبار في بداية الثمانينات ولغاية عام 1999 - 2000 بعمق 1000 متر، وهذه الآبار كانت لها حرارة عالية وفيها إنتاج جيد إلى جانب نسبة ملوحة، وهي تعمل لهذه اللحظة، جزء منها عليه تحلية ويذهب إلى المخيبة كما أن جزءا كبيرا يذهب للري إلى قناة الملك عبد الله وبعدها يذهب إلى زي أو مشروع وادي العرب.

وأضاف: ثم انتقلنا إلى الجنوب وحفرنا في منطقة الكرك - اللجون، وإلى اليوم فإن هذه الآبار العميقة في منطقة الكرك - اللجون فيها حديد بنسب زائدة وحرارة مرتفعة ولغاية هذه اللحظة يتم تزويد مياه الكرك من هذه الآبار بالإضافة إلى الموارد الأخرى.

وتابع وزير المياه والري الأسبق: في عام 2005، عانت شركة الفوسفات من ضائقة مائية وطلبت آبارا سطحية لكن هذه الطبقة مستنزفة واقترحنا على الشركة حفر آبار عميقة، وبالفعل عملت الشركة على حفرها خلال الأعوام 2010 و2011 و2012 بواقع 7 آبار عميقة وبعمق 2000 متر.

وأشار إلى أن درجة الحرارة في تلك الآبار تصل إلى حوالي 80 درجة مئوية وهناك ملوحة، وهذه هي الآبار التي تخدم الشركة في منطقة الشيدية.

وبين الناصر أن موضوع الآبار العميقة بدأ منذ فترة وهو مستمر، "لكن عليك أن تقوم بالمزيد من الحفر وتتأكد من الكميات والنوعية وتذهب إلى منطقة أخرى".

ولفت إلى أنه في عام 2014، بدأنا بالتخطيط لآبار الزبيب من ضمن منظومة متكاملة تمتد حتى الحسا، بحيث يتم تطبيق المشروع على 3 مراحل، وبطاقة كلية تبلغ 120 مليون متر مكعب، أي أنه أكبر من مشروع الديسي.

وذكر أن هناك منحة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مخصصة لهذا المشروع بنحو 178 مليون دولار، لكن المشروع لم يكتمل بسبب تدخل أشخاص "الحافظين وغير الفاهمين" الذين اعتقدوا أن المياه غير صالحة بسبب الحرارة والأملاح والإشعاعات لكن جميعها أمور تُعالج، وبعد ذلك تم توزيع التمويل على المياه وقطاعات أخرى عندما التمست الوكالة الأميركية عدم رغبة وزارة المياه والري بتنفيذ المشروع.

وأكد الناصر أن ذلك كان مشروعا وطنيا كبيرا لا يجب تجزئته، لكن الوزارة سوف تُنجزه لأن بدائلها محدودة.

وشدد على أن الحكومة ستعود لآبار الزبيب لأنه ليس لديها حل سوى هذه الآبار العميقة، لكن عليها أيضا أن تتوسع باتجاه الجنوب حتى تكون النوعية أفضل ويتم خلط كميات المياه كلها في محطة مركزية لتزويد عمان بها، خصوصا وأن هناك خطوطا ناقلة من السواقة والقطرانة فارغة إلى عمان وتوفر نحو 100 مليون دينار على الحكومة.

ورأى أن الناقل الوطني مشروع مهم لكنه يحتاج وقتا وتمويلا، كما أن شراء المياه من الجانب الإسرائيلي يحتاج وقتا بالإضافة إلى الجوانب التي نتخوف منها أحيانا، واليوم ما زلنا بمذكرة التفاهم مع الجانب الإسرائيلي لكن الاتفاقية تحتاج لسنوات حتى يتم تنفيذها.