فتيل التفجير المشتعل : لبنان نموذجا

 زيان زوانة

تحت ضغط الفتيل المشتعل الواصل لصاعق التفجير توصل لبنان وإسرائيل ، بوساطة أمريكية معلنة ، وأخرى غير معلنة ، توصلوا لاتفاق الغاز.

لبنانيا ، أرادت ، تقريبا ، جميع قواه السياسية الوصول لاتفاق قبل انتهاء رئاسة عون . إسرائيليا ، أرادت الحكومة الوصول بأقصى سرعة لاتفاق لتوظفه في انتخاباتها الخامسة ، ومثلها أرادته الإدارة الأمريكية أيضا لتوظفه في انتخابات الكونغرس نصف السنوية ، ولكي تبقي الإعلام العالمي مركزا ، دون منافس على حملتها على روسيا ورئيسها بوتين  .

 

وهكذا تم توقيع الإتفاق قبل أن يصل الإشتعال لصاعق التفجير فيحطم آمال الجميع ، علما بأن حزب الله لوح بتسخين الشعلة وتفجيرها عندما بعث مسيراته تحّوم فوق المعدّات التي أرسلتها إسرائيل لموقع الغاز المختلف عليه ، معلنا " ما لم يحصل لبنان على حقه من الغاز فلن يحصل عليه أحد " .

 

أتقن الأطراف الثلاثة إدارة الأزمة واستعمال أوراقهم وخرجوا باتفاق " رابح رابح " ، حيث ادّعى كلّ طرف أنه حقق ما أراد ، فضغط اللحظات كان له دوره في التعجيل بالإتفاق وتوقيعه . 

"القيادة والإدارة العامة وإدارة الأزمات" تظهر قدرة المسؤول على استيعاب نظرية " فتيل التفجير المشتعل " ، واتخاذه الإجراءات الممكنة التي تطفأ الشعلة وتمنع وصولها لصاعق التفجير قبل فوات الأوان ، وبدون ذلك تتحول القيادات لموظفين لا لزوم لهم ، لا وقت الأزمات ولا بعدها . 

بالمناسبة ، وصل الدين العام الأردني إلى 55 مليار دولار ، فهل نتعظ بما يجري لدى أشقائنا بعبره ودروسه ونبادر لإطفاء شعلة الفتيل أم نتركه ليصل لصاعق التفجير ؟