قيادتان في الميزان.. رزانة السعودية وخفة أمريكية

 

زيان زوانة
 
فجّر قرار أوبك + بتخفيض إنتاج النفط خلافات سعودية أمريكية تابعها العالم، لأن هذه العلاقة التي صمدت على عهد خمسة عشر رئيس أمريكي وسبعة ملوك سعوديين، اهتزت كما لم يشهدها من قبل.

كان آخر تصريح لافت في هذا الشأن لوزير الطاقة السعودي حين قال أن السعودية ستكون " الطرف الأكثر نضجا في هذا الخلاف".

قد يقول قائل إن الموقف السعودي ينبع عن ضعف بينما أقول أنه ينبع من نضج قيادة على مستوياتها المختلفة، نفطية وسياسية، وملكية أيضا.

كانت التهديدات الأميريكية للسعودية واضحة بكل أعراف الدبلوماسية والعلاقات الدولية، وكان الموقف السعودي شديد الإتزان بكل أعرافها أيضا، هذا وبينما قاطعت الإدارة الأمريكية مؤتمر السعودية " مبادرة استثمار المستقبل Future Investment Initiative FII  " ، فقد بادرت السعودية لتقديم مساعدة لأوكرانيا بمبلغ 400 مليون دولار، ما اضطر الإدارة الأمريكية للتجاوب بتصريح " أنها تلمس توجه السعودية لعون أوكرانيا".

عوامل الإقتصاد السياسي والجيوسياسية التي تحّرك الطرفين، وفاقا أو خلافا شديدة التعقيد، ما يجبرهما على إبقاء الباب مواربا، تتسع فتحته حسب ديناميكية العلاقة، وحسب نتائج الإنتخابات النصفية الأمريكية، فإن خسرها حزب بايدن، ستزداد تعقيدا وشراسة، وإن نجح، فقد نرى بعض الإنفراج الممزوج بعنجهية القوة العظمى، وفي الحالين، يستوجب على الشقيقة السعودية الإنتباه لكلّ صغيرة وكبيرة، تصريحا أو تلميحا، حيث خليط الثقة والخوف واتخاذ ما يلزم من إجراءات.