ما هي الأشياء التي تسبب سرطان الثدي؟

تُعتبر معرفة المسبب البوابة الأولى لعلاج المرض، وكذلك الأمر بالنسبة لسرطان الثدي، فما هي الأشياء التي تسبب سرطان الثدي؟

يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى في قائمة الأمراض السرطانية التي تُصيب النساء في الوطن العربي، وهنا تظهر أهمية إجراء الفحوصات الدورية واتخاذ كل الإجراءات حيال أسباب سرطان الثدي بما يُسهم في تقليل خطر الإصابة به.

وعلى الرغم من تعدّد عوامل الخطر التي لا يمكن تغييرها، إلا أن هناك الكثير من الأسباب التي يمكنكِ التحكم بها بما يساعدكِ في الوقاية من سرطان الثدي- بإذن الله تعالى-؛ لذا نُجيب لكِ بالتفصيل على التساؤل الشائع: ما هي الأشياء التي تسبب سرطان الثدي؟ كما نتطرق إلى تصحيح أبرز المعتقدات الخاطئة عن سرطان الثدي.

 

علاقة الجنس بسرطان الثدي:

يلعب الجنس دوراً أساسياً في الإصابة بسرطان الثدي، فعلى الرغم من أنه يُصيب الرجال في بعض الأحيان، إلا أن سرطان الثدي منتشر بكثرة بين النساء.

 

علاقة العمر بسرطان الثدي:

يرتفع خطر الإصابة بسرطان الثدي مع تقدم العمر، إذ إن حوالي 77% من حالات الإصابة بسرطان الثدي سنوياً مُسجّلة لسيدات تزيد أعمارهنّ على 50 عاماً، كما أن أكثر من 40٪ منهنّ تجاوزن سن الـ65.

وفيما يتعلق بالفئة العمرية للنساء بين 40 و50 عاماً، فهناك فرصة واحدة من بين كل 68 سيدة للإصابة بسرطان الثدي، في حين أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و60 عاماً، فترتفع فرص الإصابة لديهن بواقع حالة من بين كل 42 سيدة، أما الفئة العمرية للنساء من 60 إلى 70 عاماً، فتكون هناك فرصة واحدة للإصابة من بين كل 28 سيدة، بينما النساء البالغات من العمر 70 عاماً فما فوق، فتُسجّل لديهنّ حالة إصابة من بين كل 26 سيدة.

 

علاقة كثافة الثدي بسرطان الثدي:

يتكوّن الثدي من مزيج من الأنسجة الدهنية والليفية والغُدّية، بينما يُقصد بكثافة الثدي الكبيرة هي احتواؤه على أنسجة غدية وليفية أكثر بينما يتألف من دهون أقل، والنساء ذوات الثدي الكثيف أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة (1.5 – 2) مرة مقارنةً بغيرهن.

 

علاقة مشاكل الثدي بسرطان الثدي:

إن الإصابة ببعض مشاكل الثدي؛ مثل التضخم في فصيصات أو قنوات الثدي، أو السرطان الفصيصي الموضعي تزيد احتمالية الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء بمقدار (4 – 5) مرات.

 

علاقة الخزعة غير الطبيعية بسرطان الثدي:

المرأة التي لديها خزعة سابقة من الثدي أظهرت بعض العلامات (مثل أورام غدية ليفية ذات سمات معقدة، أو تضخم دون أنيبيا، أو ورم حليمي انفرادي) يكون لديها مخاطر متزايدة طفيفة للإصابة بسرطان الثدي؛ بسبب الخزعة غير الطبيعية.

 

علاقة التاريخ الشخصي بسرطان الثدي:

إن المرأة التي مرّت بإصابة سابقة بالسرطان في أحد ثدييها؛ سواءً تم تشخيص الإصابة على أنها سرطان القنوات الموضعي (DCIS) أو سرطان الثدي الغازي، تكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي مجدداً بـ(3 – 4) مرات مقارنةً بغيرها من النساء، وقد تكون الإصابة الجديدة في الثدي الآخر (الثدي السليم)، وهنا تظهر خطورة التاريخ الشخصي المرضي للمرأة وأهمية متابعة الحالة الطبية بانتظام.

 

علاقة العلاج الإشعاعي بسرطان الثدي:

إذا تعرّضت المرأة للعلاج الإشعاعي على منطقة الصدر قبل سن الـ30، فإن فرص الإصابة بالسرطان تزداد، خصوصاً وأن ذلك العلاج الإشعاعي عادةً ما تكون الغاية من استخدامه هي علاج أمراض السرطان؛ مثل سرطان الغدد الليمفاوية.

 

علاقة التاريخ العائلي المباشر بسرطان الثدي:

إن وجود قريبات من الدرجة الأولى مصابات بسرطان الثدي يزيد من خطر الإصابة به؛ كأن تكون الأم أو الأخت أو الابنة مصابة، وتزداد احتمالية الإصابة إذا كانت القريبة قد أُصيبت بسرطان الثدي قبل سن الخمسين، وكان كلا ثدييها مصابَين بالسرطان.

كما أن شمول التاريخ العائلي المباشر على إصابة اثنتين من الأقارب من الدرجة الأولى بسرطان الثدي يضاعف خطر الإصابة أكثر بـ3 مرات، وكذلك فإن إصابة أحد الأقارب الذكور بسرطان الثدي يزيد من خطر الإصابة به، لا سيما وأن حوالي (5 – 10)% من إصابات سرطان الثدي تكون وراثية وناتجة عن تغير وراثي في أحد الجينات.

 

علاقة التاريخ العائلي البعيد بسرطان الثدي:

يُقصد بالتاريخ العائلي البعيد الإصابة بسرطان الثدي لدى الأقارب من الدرجة الثانية أو الثالثة؛ مثل الخالات والعمّات والجدّات وبنات الخال وبنات العم.

 

علاقة سرطان المبيض بسرطان الثدي:

في حال سُجّلت إصابة بسرطان المبيض لإحدى فتيات الأسرة قبل أن تبلغ سن الخمسين، تزداد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الفتيات الأخريات من العائلة نفسها.

 

علاقة الدورة الشهرية بسرطان الثدي:

هناك علاقة طردية بين إفراز الهرمون الجنسي الأنثوي (الإستروجين) وزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بمرور الوقت؛ لذا فإن إن بدء نزول الدورة الشهرية لدى الأنثى قبل سن الـ12 وبدء انقطاع الطمث بعد سن الـ55 يزيد من فرص الإصابة بسرطان الثدي.

 

علاقة تاريخ الإنجاب بسرطان الثدي:

إن تاريخ الإنجاب مهم جداً في إطار أسباب سرطان الثدي، فعدم الحمل إطلاقاً يزيد من التعرض لمخاطر الإصابة بسرطان الثدي، وكذلك الأمر في حال عدم الحمل والإنجاب قبل سن الثلاثين.

 

علاقة دواء الديثيلستيلبيسترول بسرطان الثدي:

النساء اللاتي تلقّين دواء الديثيلستيلبيسترول (DES) مسبقاً هُنَّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.

 

علاقة العلاج بالهرمونات البديلة بسرطان الثدي:

قد تلجأ بعض النساء لتناول حبوب الإستروجين والبروجسترون لفترةٍ طويلة، وهذا الأمر يزيد العُرضة للإصابة بسرطان الثدي، فيما يزول هذا الخطر عند التوقف عن استخدام العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) مدة 5 سنوات أو أكثر.

 

علاقة شرب الكحوليات بسرطان الثدي:

المشروبات الكحولية مرتبطة بشكلٍ وثيق بسرطان الثدي، فهي قد تزيد خطر الإصابة به بنسبة 20% تقريباً، وهذا العامل يمكن التحكم به وإلغاؤه بالتوقف عن شرب الكحوليات.

 

علاقة الوزن بسرطان الثدي:

زيادة الوزن لدى النساء بعد انقطاع الطمث ترفع خطر الإصابة بسرطان الثدي، إلا أن هذا العامل يمكن تغييره عن طريق فقدان الوزن بالوسائل المناسبة.

 

علاقة النشاط البدني بسرطان الثدي:

إن انخفاض النشاط البدني يؤثر على الحالة الصحية ككُل، بما في ذلك صحة الثدي، إلا أنه يمكن السيطرة على عامل الخطر هذا عن طريق ممارسة الرياضة بانتظام؛ للوقاية من سرطان الثدي.

 

معتقدات خاطئة عن سرطان الثدي:

يعتقد الكثير من السيدات أن هناك عوامل قد تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي، إلا أن هذه المعلومات مغلوطة تماماً ولا تمس للحقيقة بصلة، وسنذكر لكِ أكثرها شيوعاً فيما يلي:

حدوث تغيرات كيسية ليفية في الثدي (نسيج كثيف مع تكيّسات حميدة في الثدي).

ارتداء حمّالات الصدر، وهذه إحدى أبرز معتقدات خاطئة عن سرطان الثدي وأسبابه.

استعمال مضادّات التعرق.

استخدام صبغة الشعر.

شرب القهوة والكافيين عموماً.

الإجهاض.

الحمل المتعدد.

 

وبعدما تعرفتِ على أسباب الإصابة بسرطان الثدي التي يمكنكِ تغييرها وتلك التي لا يمكنكِ فعل أي شيء حيالها، ننصحكِ باتباع نظام غذائي صحي ومُتّزن، والمواظبة على أداء التمارين الرياضية، إلى جانب إجراء الفحوصات الدورية للاطمئنان على صحتكِ والوقاية من سرطان الثدي- بإذن الله تعالى-.