من ليس مع أمريكا فهو ضدها.. حتى ماسك

 

زيان زوانة
"إيلون ماسك" مهندس كندي يحمل الجنسية الأمريكية ومن أغنى أغنياء العالم، وتتعامل شركاته بالفضاء (سبيس إكس) وتصنيع المركبات الفضائية ( ستارلينك ) والسيارات الكهربائية ( تسلا ) إضافة للأنظمة الشمسية والذكاء الإصطناعي، ويشغل العالم بمشاريعه التي كان آخرها إعلانه عن رغبته شراء " تويتر" ثم إعلانه التراجع، ثم انتقال الموضوع للقضاء الأمريكي، ثم ، إعطاء الطرفين " تويتر وماسك"  فسحة زمنية لحلّ الإشكال بينهما خارج القضاء . 

صرّح الرجل مؤخرا ثلاثة تصريحات سببت تصنيفه ، على ما يبدو أنه معاد : الأول : على أوكرانيا أن تعترف بأن شبه جزيرة القرم روسية ، وأن يتم استفتاء سكان المناطق الشرقية من أوكرانيا ليتم التنفيذ حسب النتائج . الثاني : قد يكون مناسبا حلّ أزمة تايوان المستعصية منذ سبعين عاما بضمها للصين تحت عنوان " بلد واحد ونظامين " . الثالث : أنه لا يستطيع الإستمرار بتحمل تكاليف تقديم الخدمات الأليكترونية المدنية والعسكرية لأوكرانيا عبر شبكته ستارلينك وأقماره الصناعية في الفضاء ( 80 مليون دولار شهريا ، وعلى وزارة الدفاع الأمريكية أن تتحملها ) .

فجأة يتصدر الإعلام تقارير عن رغبة الإدارة الأمريكية بإخضاع مشاريعه للتحقيق . طبعا ، تعرضت تصريحاته للرفض الأوكراني المتنمر، وللرفض الأمريكي الصامت ، والقبول الروسي والصيني . 

المؤسسة الأمريكية بغض النظر عن من يشغل الإدارة تلتزم على ما يبدو بعقيدة الرئيس بوش الإبن " من ليس معنا فهو ضدنا " ، أيا كان ، حليفا أو صديقا أو أمريكيا حتى ، أو منافسا أو عدوا ، وعلى الآخرين أن يفهموا ذلك ، وإلا ... حقائق الزمن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ما زالت سائده ، وعلى العالم أن يتأقلم معها.