التغير المناخي وآثاره والتكيف معها.. العقبة مثالا
كتب م. نورالدين الفرجات
نتيجة للانبعاثات الغازية من الدول الصناعية، أصبحت الأكاسيد تشكل ظاهرة البيت الزجاجي في طبقات الجو العليا، لتعمل على إرتداد الإشعاعات الشمسية المنعكسة عن سطح الأرض مرة أخرى للأرض، مما أدى لاختلالات مناخية وظهور ٱثار التغير المناخي، ومن أبرزها ظهورا على سطح هذا الكوكب هو الفيضان المفاجئ أو الومضي.
تؤثر الفيضانات الومضية على المناطق الساحلية بمعدل تكرار مرتفع نسبياً (فترة العودة)، وخصوصاً المناطق ذات الطابع الطبوغرافي والجيولوجي الملائم لحدوث الفيضان الومضي.
تعد مدينة العقبة من المناطق المعرضة للفيضان المفاجئ، ويعزى ذلك لطبيعتها الجيولوجية الجرانيتية ذات معدل الامتصاص المنخفض لمياه الأمطار (low infiltration)، ومعدل الجريان العالي ( High runoff)، إضافة لكون العقبة حوضا خسفيا كبيرا (huge graben) محاط بسلسلة الجبال الجرانيتية، لتشكل حوضا كبيراً (huge catchment)، ويظهر فارق الإرتفاع طبوغرافيا بشكل واضح على نموذج الإرتفاع الرقمي.
تشكل أحواض اليتم العلوي و السفلي و حوض تتن أحواضا صبابة بمساحة كبيرة حول مدينة العقبة، لتشكل مسارا رئيسا لتدفق مياه الفيضان للمدينة ذات الإرتفاع الأقل.
نفذت مفوضية العقبة وعبر ذراعها التطويري شركة تطوير العقبة ثلاثة حلول على أرض الواقع، لحماية مدينة العقبة، وللتخفيف من خطر الفيضان، حيث تم بناء سدود على مجاري الأودية والصبابات المائية المؤدية إلى العقبة، بغرض الحد من تدفق مياه الفيضان وسرعتها وحمولتها من الرسوبيات، ونجحت بتحويلها لمنشآت تستديم التنوع الحيوي، وتغذي المياه الجوفية في خزانات الأودية.
كما وقد تم بناء شبكة تصريف عملاقة داخل مدينة العقبة لمياه الامطار ونواتجها من الفيضان والسيول.
إضافة لبناء نظام الإنذار المبكر لخطر الفيضان، وربطه بغرف العمليات المختصة بالطواريء، ومعايرة دقة عمله بأرقام حقيقية.
هذا وقد ترافقت هذه الجهود مع بناء القدرات وبث التوعية للتعامل مع خطر الفيضان، وذلك في المؤسسات ذات العلاقة.
ينعكس ذلك إيجابا على إستدامة المدينة، وحماية سكانها، وإستدامة بناها الفوقية والتحتية وشبكاتها، إضافة إلى حماية مصانعها ومنشآتها السياحية وموانئها، وتمكين صانع القرار من تعزيز خطابه في الترويج والجذب الإستثماري وتسويق الفرص الإستثمارية، وذلك عند إعلان العقبة كمدينة آمنة.