العبادي: المواطن لم يلمس شيئا رغم كل التحديثات وعمليات التطوير

قال نائب رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور ممدوح العبادي، ان لديه بضعة شكوك في مسألة ما يجري من تحديثات في الأردن وفي مختلف المجالات وأنها ما زالت حبرا على ورق ولا يوجد تطبيق فعلي على أرض الواقع ، منتقدا إنشاء مجلس الأمن القومي مشيرا إلى أنه لا يعرف الأسباب الموجبة لإنشائه رغم تعارضه مع المادة 45 من الدستور.

وطالب العبادي في حوار مع "رأي اليوم"، بتطبيق دستور 2011 نصّا وروحا، داعيا بأن يكون الإصلاح حقيقيا لا مجرّد شكلا ديكوريا ، مشيرا إلى أن الأحزاب الجديدة هبطت علينا بالبراشوت وتشبه أطفال الانابيب.

واشار العبادي الى ان بعض الدول تريد بديلا عن الكتل البرلمانية التي تجري هندستها من خلال هذا النوع من الأحزاب والتي أرى الغرابة فيها من خلال طرد النائب الذي يخالف حزبه من عضوية المجلس، والحزب الذي يرتكب المخالفة قد يطرد كل نوابه من المجلس ، إنها حالة غريبة جدا ، ولا تؤشّر على أننا نسير في الإتجاه الصحيح.

وبين العبادي ان موضوع حل الدولتين موجود في المعاهدات بين الطرفين الأردني والإسرائيلي، وكذلك بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، وإسرائيل لم تطبّق شيئا وضربت بعرض الحائط كل الإتفاقيات ، ورئيس الحكومة الحالي لابيد يصرّح بحل الدولتين غير أنّ الواقع يختلف تماما.

واشار العبادي الى انه لا يرى أي غرابة في أن يكون عربي رئيسا لتنظيم فلسطيني، غير أنّ أهل مكة أدرى بشعابها ، نحن اليوم نستقبل دائما رئيس حركة فتح وهو محمود عباس، وأتمنى استقبال كافة قادة الفصائل دون استثناء.

وبين انه يرى بأن الأردن يجب أن يكون دوره أقوى وأعمق في التعامل مع القضية ، فنحن الأقرب لفلسطين ، ويجب على الأردن أن يكون موجودا على الطاولة بصورة دائمة وفي كل ما يتعلق بالقضية أو عمليات المصالحة بين بعض الفصائل ، فنحن في الأردن حاضنتهم قبل الجزائر ومصر وقطر وغيرها مع الإحترام لهذه الدول.

واكد العبادي ان إيران دولة مسلمة وجارة، وبيننا وبينهم ماض مشترك، وقد يكون النظام الإيراني عدوا لبعض الأنظمة العربية، رغم وجود خلافات عميقة بين أنظمة عربية أيضا ، وفي الماضي كان شاه إيران ( شرطي الخليج ) وعلاقاته مع اسرائيل استراتيجية، واليوم المسألة باتت عكس ذلك ، فإيران تدعم المقاومة ضد إسرائيل سواء في لبنان أو قطاع غزة ، وأرى أنّ كل من هو في خندق إسرائيل هو عدو لإيران.

وحول رؤيته  لمستقبل الأردن سياسيا واقتصاديا؟ قال: "أنا أقول كالمثل العربي الذي أتبناه (لا يمكن أن ياتي المطر دون وجود الغيوم أولا) ورغم كل التحديثات وعمليات التطوير، فإنني أراها حبرا على ورق حتى لو خضعت للقوننة، لم نر أي شيء على أرض الواقع، والمواطن لم يلمس شيئا فعليا، وأتمنى على المسؤولين في الأردن إخبارنا بأنهم قد انتهوا من بناء جسر مثلا، فهذا أفضل ألف مرة من القول .. بأننا سنقوم ببناء كذا وكذا، فالحقيقة المرّة أفضل بكثير من الوهم المصطنع الذي نعيشه.