ما وراء الكلام المعسول بين الأردن وإيران
استبعد خبراء أن تمضي العلاقات الأردنية مع إيران قدما على المدى القصير، على الرغم من بوادر تحسن العلاقات بين البلدين.
في الصيف الماضي، قال الأردن إن وكلاء إيران على الحدود الشمالية مع سوريا، يعملون على تهريب المخدرات إلى المملكة.
ومع ذلك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن جمهورية إيران الإسلامية لا تضع أي قيود أمام تطوير العلاقات مع الأردن.
وجاء التعليق الذي اعتبر محاولة لإنهاء سنوات طويلة من القطيعة بين البلدين خلال لقاء مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي.
تطوير العلاقات مرتبط بالنوايا الحسنة
تعليقا على ذلك، قال الكاتب عمر كلاب، إنه لا يرى تحسنًا في العلاقات بين البلدين، موضحا: "لا أتوقع أن تسير العلاقات بين الأردن وإيران بشكل إيجابي، على الرغم من الهدوء النسبي على الحدود السورية الأردنية بشأن قضية المخدرات، والتي يبدو أن الميليشيات الإيرانية وراءها".
وأكد كلاب أن تطوير العلاقات الأردنية مع إيران مرتبط بالنوايا الحسنة التي يجب أن تظهرها طهران في المستقبل، خاصة إذا ظل الأمن مستقراً على الحدود السورية الأردنية، وإذا ضغطت روسيا عليها لتطوير العلاقات مع الأردن".
وأشار وزير الخارجية الإيراني، عقب لقائه الصفدي، إلى العناصر المشتركة في العلاقات "الطيبة والأخوية" مع الأردن، مشيرا إلى رغبة طهران في تطوير العلاقات مع دول المنطقة، بما في ذلك دول الخليج العربية.
من جانبه، قال الصفدي إن الحكومة الأردنية تتبنى نهج توسيع العلاقات مع الدول الإسلامية في المنطقة، بما في ذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقال كلاب، إن العلاقات الاردنية الروسية "تتسم بالتوازن خلافا للعلاقات الاردنية الايرانية التي لطالما شابها التوتر".
وعزا "العلاقات المتوازنة" مع روسيا إلى "العلاقات الشخصية المتوازنة بين جلالة الملك عبد الله والرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
الأردن يسعى لتحقيق توازن في علاقته مع الدول
من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، حسن المومني، إن العلاقة بين الأردن وإيران اتسمت بالتفاهم والتعاون المتبادلين.
وأوضح المومني أن هناك تعاونًا اقتصاديًا وأمنيًا بين البلدين، خاصة وأن روسيا "خدمت الأردن في مسألة إدارة الصراع في سوريا، مما يؤكد متانة العلاقة بينهما".
وبحسب المومني، فإنه في سياق استراتيجي، تبقى علاقات الأردن مع الولايات المتحدة هي الأهم، خاصة وأن هناك تعاون دفاعي وأمني بين عمان وواشنطن.
وقال إن الولايات المتحدة "تدعم الاقتصاد الأردني بشكل كبير، وهنا نرى أن الأردن يسعى دائمًا إلى تحقيق التوازن في علاقته بين الدول".
وعن العلاقة بين الأردن وإيران، قال المومني إن هناك اختلافا في الرؤية والمقاربات منذ فترة طويلة، "خاصة وأن الدول التي يشترك معها الأردن تتعارض مع مواقفها مع إيران، والأردن لديه تحفظات على سلوك إيران بشكل عام".
وأشار المومني إلى أن "الأردن يحاول إعادة العلاقة مع إيران في الوقت الحالي، لكن العلاقة ستبقى في سياقها غير المتطور". وأشار إلى أنه من وجهة نظر براغماتية، هناك "مصلحة أردنية في إعادة ضبط العلاقة مع إيران، وهناك أيضًا مصلحة إيرانية في إعادة ضبط العلاقة مع الأردن".
الأردن لا يرغب بمعاداة أي طرف
بدوره، قال الخبير الجيوسياسي عامر السبايلة، إنه "لا يوجد تغيير جوهري في طبيعة التحالف بين الأردن والولايات المتحدة، ورؤية الأردن في هذا الشأن".
وأضاف السبايلة، "لكن الأردن يأخذ بعين الاعتبار حساسية موقعه الجغرافي، ووجود إيران وروسيا في سوريا، وأن الأردن لا يرغب في أن يكون عدواً لأي طرف، لذلك يحاول إقامة حالة توازن".
وتابع السبايلة: "في رأيي، لن تتحسن العلاقات مع إيران لأن هناك شيئًا مفقودًا في أساس العلاقة".
وأشار إلى أنه "بالنسبة لروسيا، لا يمكن للأردن إقامة علاقات مع روسيا مصنفة ضمن إطار استراتيجي".
وأوضح السبايلة أن العلاقة مع روسيا تبقى في إطار القناعة الأردنية بضرورة الحفاظ على مصالحها، "لكن في الحقيقة الأردن دولة ضمن التحالف الأمريكي وتعتمد على الآلية العسكرية الأمريكية والمساعدات الأمريكية".