الخرابشة: من سمح باستيراد مادة التيتانيوم المسرطنة؟

 

علّق وزير الصحة الأسبق سعد الخرابشة على قرار مؤسسة الغذاء والدواء وقف إجازة أي منتج غذائي يحتوي على مادة ثاني أكسيد التيتانيوم، وهي مادة يشتبه في أنها تسبب السرطان.

وقال في تغريدة له عبر تويتر، "تنبهت وزارة الصحة لموضوع خطورة استخدام ثاني أكسيد التيتانيوم كمضاف غذائي منذ ما يقرب من 20 عاما وقبل إنشاء مؤسسة الغذاء وصدر قرار بمنع استيراده واستخدامه".

وتساءل: "ماذا حصل ليعاد الآن منع استخدامها بداية العام القادم؟ هل أُلغي القرار السابق"؟.

المادة مسموحة لنهاية العالم الحالي

وأثار قرار المؤسسة العامة للغذاء والدواء، بحظر استيراد مادة ثاني أكسيد التيتانيوم استحسان الجميع، إلا أن المفاجأة للأردنيين كانت بموعد تطبيق قرار حظر الاستيراد والاستعمال وهو حتى نهاية العام (31-12-2022)، ما يعني أننا سنستمر باسخدامها في حياتنا اليومية حتى نهاية العام.

موعد تطبيق القرار أثار وابلا من التساؤلات والاستهجان، منها كيف يمكن الاستمرار باستخدام مادة غير آمنة ومسرطنة تدخل في صناعة الغذاء الأساسي للأردنيين كالخبز مثلا والأجبان وغيرها، حتى نهاية العام، لماذا لا يتم وقف استعمالها واستيرادها مباشرة، أسوة بدول كثيرة حظرت استيرادها واستخدامها مباشرة مثل ليبيا، ولماذا لا يتم إتلاف الكميات الموجودة حاليا، ولماذا يسمح باستيراد كميات جديدة منها حتى نهاية العام، أسئلة توضع على طاولة المدير العام للمؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتور نزار مهيدات، التي حاولت صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية الاتصال به لكنها لم تتلق أي رد.

وعلقت فرنسا استخدام المادة في الطعام العام الماضي، بعد بحث يشير إلى أن ثاني أكسيد التيتانيوم يمكن أن يسبب آفات ما قبل سرطانية في فئران التجارب.

وقال بيان سابق صادر عن مفوضية الاتحاد الأوروبي، إنه دون أي اعتراض آخر من قبل الدول الأعضاء أو البرلمان الأوروبي بحلول نهاية العام الحالي، سيدخل حظر المادة حيز التنفيذ في أوائل عام 2022.

وكانت دراسة أجرتها هيئة سلامة الأغذية الأوروبية قد أظهرت أن مادة ثاني أكسيد التيتانيوم غير آمنة للاستخدام في صناعة المواد الغذائية، وهو الأمر الذي دفع المؤسسة العامة للغذاء والدواء لحظر استعمالها لكن ليس قبل نهاية العام.

الطراونة: مادة ثاني أكسيد التيتانيوم مسرطنة

قال اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة إن طرق التعرض لمادة ثاني أكسيد التيتانيوم المسرطنة تشمل الاستنشاق والابتلاع وملامسة الجلد والعين.

وأضاف الطراونة في تصريحات لـ"أخبار الأردن"، أنه قد يكون استنشاق غبار ثاني أكسيد التيتانيوم ضارًا، حيث يؤدي إلى تهيج والتهاب الجهاز التنفسي.

وبين أن أولئك الذين يعانون بالفعل من ضعف وظائف الجهاز التنفسي (حالات مثل انتفاخ الرئة أو التهاب الشعب الهوائية المزمن)، قد يعانون من مزيد من الإعاقة عند الاستنشاق، مضيفا أنه يجب فحص الأشخاص الذين يعانون من تلف سابق في الكلى أو الدورة الدموية أو الجهاز العصبي قبل التعامل معه لتقليل مخاطر حدوث المزيد من الضرر الناجم عن المادة الكيميائية، عندما يتم استنشاق ثاني أكسيد التيتانيوم، فإنه يعتبر مسبباً للسرطان.

وتابع أنه لا يُعتقد أن ثاني أكسيد التيتانيوم ينتج عنه آثار صحية ضارة بعد الابتلاع، لكن يوصى باتباع ممارسات النظافة الجيدة للحفاظ على التعرض إلى الحد الأدنى.

وأوضح الطراونة أنه ينتج عن ملامسة الجلد لثاني أكسيد التيتانيوم تهيج خفيف للجلد والتهاب، وقد يتسم باحمرار وتورم قد يتطور إلى ظهور تقرحات وقشور وسماكة في الجلد، يجب عدم تعريض الجروح والجروح المفتوحة لهذه المادة الكيميائية؛ لأن دخول مجرى الدم قد ينتج عنه آثار ضارة أخرى.

وأشار إلى أن ملامسة العين المباشرة لثاني أكسيد التيتانيوم قد تؤدي إلى حدوث آفات في العين أو التهاب أو ضعف مؤقت في الرؤية، لافتا إلى أنه في حالة الاستنشاق، لا بد من خروج المريض من المنطقة الملوثة إلى أقرب مصدر للهواء النقي، ومراقبة تنفسه ووضعه على الأرض دافئًا ومرتاحًا، وإذا كان المريض لا يتنفس فلا بد من إجراء الإنعاش القلبي الرئوي له.

وأكد اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية أنه في حالة الابتلاع، يجب إعطاء المريض كوبًا من الماء على الفور؛ كون الإسعافات الأولية ليست مطلوبة بشكل عام، ولكن إذا كنت في شك بذلك، فاطلب العناية الطبية، وفي حالة حدوث تعرض للجلد، فينبغي إزالة جميع الملابس والأحذية والإكسسوارات الملوثة على الفور وتطهير المنطقة المصابة بالكثير من الصابون والماء.

وأشار إلى أنه إذا تعرضت العيون للمادة الكيميائية، يجب غسل العينين على الفور بمياه جارية جديدة، خصوصا المنطقة أسفل الجفون، كما ينبغي إزالة العدسات اللاصقة.

وبين الطراونة أن معدات الوقاية الشخصية الموصى بها عند التعامل مع ثاني أكسيد التيتانيوم؛ تشمل نظارات أمان مع دروع جانبية، نظارات واقية كيميائية، أقنعة تنفس من الغبار، قفازات (بولي كلوروبرين، مطاط نيتريل، مطاط بوتيل، فلوروكوتشوك، متغيرات كلوريد البوليفينيل)، وزرة، ومآزر وأحذية من البولي فينيل كلوريد.