لماذا يرغب الشباب الأردني في الهجرة؟
وفقًا لدراسة أجراها مركز الباروميتر العربي البحثي، أعرب 48٪ من الأردنيين عن رغبة حقيقية في الهجرة إلى الخارج.
وقالت اختصاصية العلاج النفسي السلوكي والاجتماعي الدكتورة عصمت حوسو، إن قلة الفرص تدفع الشباب الأردني إلى الهجرة "من أجل ظروف معيشية أفضل".
وأوضحت أن "الشباب يعانون من البطالة في ظل ظروف اقتصادية صعبة، مما أدى إلى شعورهم بخيبة الأمل"، ولفتت إلى عدم وجود تناسق بين التعليم وسوق العمل في الأردن "مما يساهم في ارتفاع معدلات البطالة، ويدفع الشباب إلى العمل في وظائف غير تخصصهم".
من جهته، قال عالم الاجتماع، حسين الخزاعي، إن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يعيشها الأردنيون "قاسية وأصبح من الصعب على المواطن التكيف معها".
وأضاف الخزاعي أن "المشكلة تفاقمت عندما وصلت البطالة بين حملة البكالوريوس إلى 40 في المئة، 78 في المئة منهم من الإناث".
وشدد الخزاعي على أن الصعوبات الاقتصادية تتمثل في تدني الأجور “بالنظر إلى أن 25٪ من العمال يكسبون أقل من 300 دينار (شهرياً). هؤلاء الناس ليس لديهم مستقبل ولا عمل ولا استقرار عملي".
وأشار الخزاعي إلى أن الأردن “يحتل المرتبة السادسة عربيا من حيث البطالة، والسابعة عشر عالميا”، وقدر أن قروض البنوك الممنوحة للأردنيين تبلغ 12 مليار دينار، مضيفًا أن 66 في المائة من الجرائم "مرتبطة بالمال، بما في ذلك السرقة والاحتيال".
وقال الخزاعي إن ما تقدمه الحكومة "كحلول" هي في الواقع "غير مجدية وغير واقعية".
لكن أستاذ علم الاجتماع وعلم الجريمة في جامعة مؤتة، حسين المحادين، اختلف بالرأي مع الخزاعي وحوسو، قائلا إنه "لا يمكن التعميم أن السبب الرئيسي وراء رغبة الشباب في الهجرة هو قلة الفرص".
وأوضح المحادين أن هناك اختلافات شخصية، "في حين أن لكل شخص أسبابه الخاصة والمحددة فيما يتعلق بالهجرة أو الإقامة في البلد".
وقال: "لا نستطيع أن نقول إن الأردن بيئة غير محفزة للشباب". وأضاف: "نحتاج إلى إحداث تغيير حقيقي خاصة أن لدينا الأدوات اللازمة لتجاوز أبرز التحديات".