سلاحف الأردن في خطر

يشكل التلوث وتغير المناخ تهديدات "خطيرة" لبقاء السلاحف، سواء في الأردن أو في جميع أنحاء العالم، وفقًا للجمعية الأردنية لحماية السلاحف.

وقالت رئيسة الجمعية، الدكتورة عبير البلبيسي، إن الأردن موطنا لنوعين من السلاحف المدرجة في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة للأنواع المهددة، وهما مخطط العنق (موريميس كاسبيكا) والسلحفاة البرية اليونانية.

وأضافت البلبيسي: "نتيجة للتغير المناخي، الذي يشكل تهديدًا للتنوع البيولوجي، فإن العديد من أنواع النباتات والحيوانات معرضة لخطر الانقراض".

ووفق البلبيسي، على سبيل المثال، يعتمد تحديد جنس أجنة السلاحف البحرية على درجة الحرارة، مما يعني أن درجة الحرارة الخارجية المحيطة بالجنين تؤثر على الجنس النهائي للسلحفاة.

وأضافت أن الارتفاع في متوسط درجات الحرارة العالمية سيؤدي إلى انحراف كبير في نسبة الإناث، مما قد يؤدي إلى "اختلال بيئي يؤدي في النهاية إلى انقراضها".

وبينت انه بغض النظر عن الظواهر الطبيعية، فإن التهديدات الأخرى، مثل التلوث، هي نتيجة مباشرة للفعل البشري.

وأشارت أيضًا إلى أن "المياه الإقليمية للأردن تحتوي على شعاب مرجانية وأحواض أعشاب بحرية توفر مناطق تغذية مهمة" للسلاحف البحرية المهددة بالانقراض، بما في ذلك السلاحف البحرية الخضراء (Chelonia mydas) وسلحفاة منقار الصقر (Eretmochelys imbricata).

وقالت البلبيسي: "أدى نقل ميناء الشحن التجاري الرئيسي في العقبة إلى موقعه الجديد في خليج درة بالقرب من الحدود السعودية إلى تدمير أكثر من 40 ألف متر مربع من الشعاب المرجانية عالية الجودة. وقد أثر ذلك سلباً على هجرة الحياة البحرية وخفض عدد السلاحف في المياه الأردنية".

وتابعت أن العديد من الفنادق والمرافق السياحية قد "دمرت واستبدلت" عددًا من الشواطئ المعروفة التي تعشيش السلاحف البحرية على طول الساحل الأردني.

علاوة على ذلك، قالت ابلبيسي إن "الصيد العرضي للسلاحف البحرية أو وضعها في معدات الصيد يمثل أيضًا تهديدًا كبيرًا لبقائها على قيد الحياة".

علاوة على ذلك، تواجه السلاحف في الأردن تهديدات الصيد غير المشروع والاتجار غير المشروع، وفقًا للبلبيسي التي أشارت إلى أن الملحق الأول لاتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض (CITES)، يحظر الاتجار بجميع أنواع السلاحف البحرية.

وشددت أيضًا على أنه من المهم رفع مستوى الوعي العام حول قضايا رعاية الحيوانات، حيث يموت عدد لا يحصى من السلاحف نتيجة الاحتفاظ بها كحيوانات أليفة في ظروف غير ملائمة.

وأضافت: "علمت حتى أن السلاحف يمكن أن تعاني من الإجهاد والاكتئاب، مما يؤدي إلى تدهور صحتها، عندما يتخلى عنها أصحابها".

ويشمل عمل الجمعية الأردنية لحماية السلاحف إجراء ونشر الدراسات العلمية حول أنواع السلاحف في الأردن. وتعزيز الوعي البيئي من خلال المبادرات التعليمية والندوات والمؤتمرات وورش العمل الإبداعية لإعادة التدوير بالتعاون مع المدارس والجامعات المحلية، وفقًا للبلبيسي.