عَمَاااار.. يالفطبول

 

د. بشير الدعجة
 
حدثني صديق لي من إدارة نادي الوحدات عن التلاحم والعلاقات المتينة والاخوية بين الاندية الرياضية أيام الزمن الجميل، سارداً حادثة حدثت بعد انتهاء مباراة الوحدات والفيصلي على استاد عمان، حيث انتهت المباراة بفوز الوحدات...فتقدم المرحوم الشيخ مصطفى ماجد العدو أن رئيس النادي الفيصلي انذاك بالتهنئة والتبريك مباشرة ومن على مقاعد منصة الملعب لنادي الوحدات بالفوز.

وسأل عن عشاء لاعبي الوحدات بعد المباراة... فقال له عضو إدارة نادي الوحدات بأنه لايوجد في خزينة النادي الا خمسين ديناراًفقط....عندها قدم رئيس نادي الفيصلي المرحوم الشيخ مصطفى العدوان مئتي دينار للوحدات، قائلا ( هظول حلوان الفوز علينا عشوا فيهن اللاعبين).

هذه هي الرياضة تنافس شريف اثناء "90"دقيقة ومناكفات جميلة بهدف التسلية، وبعد نهاية المباراة نترك كل ذلك في الملعب.

هذه هي الرياضة أخوة متاحبين متعاضدين متكاتفين... نبدأ قبل اللقاء أخوة وننهيه حبايب واهل وعزوة.

هذه هي الرياضة عندما كانت دون دخلاء ولا مأزومين ولا امراض نفسية.. ونلعب الرياضة لأجل الرياضة، ولا بوجد تمييز بين الاندية.. هذا نادي وطن وذلك نادي قضية...كلها كانت نوادي وطن، وكل جماهيرها أصحاب قضية..

هذه هي الرياضة التي لايشكل فيها حفنة من المأزومين سياسيا والمعقدين نفسيا واصحاب الامراض الاقليمية والجغرافية والجهلة للأسف قادة رأيي يقودوا بأفكارهم المسمومة الطبيب والمهندس والاعلامي والموظف والعامل.. ويؤثروا عليهم بإخراجهم من دائرة الرياضة والتنافس الشريف إلى مستنقعات وحلهم المسموم.

عمار عليك يا رياضة عندما كانت أكثر عبارة مسيئة للخصم ترددها الجماهير على المدجات وتضايق اركان اللعبة جميعاً هي عبارة (ع الحاوية...ع الحاوية)، عندما يسقط لاعب الخصم في أرض الملعب مصابا.

عمار لما كانت هنالك درجة في استاد عمان تسمى درجة العائلات مخصصة للعائلات فقط تحضر المباريات وتستمتع بها دون مسبات خادشة للحياء العام.

عمار لما كان الفيصلي والوحدات والرمثا في المواجهات مع الاندية الخارجية يستقرضوا لاعبين من بعض لتقوية خطوطهم الدفاعية والوسط والهجوم...فترى لاعب للوحدات يرتدي قميص الفيصلي ويدافع عنه بكل حرارة والعكس صحيح.

عمار لما كان اللاعبين يتمتعوا بالروح الرياضية والاخلاق الرفيعة همهم لعب الكرة بغض النظر عن الفائز والخاسر....عمار لما لاعب الفيصلي جمال ابو عابد احرز هدفا في مرمى الخصم...واحتسبه الحكم...فتوجه إليه ابو عابد وابلغه بأن الكرة لامست يده قبل احراز الهدف...فألغى الحكم الهدف....وين احنا من هاي الاخلاق الرياضية.

عمار لما كنا نحضر مباريات درع الاتحاد بعد صلاة التراويح وتمتد المتعة الكروية حتى الساعة 1.30 ليلا، ومعنا مستلزمات السهرة من تيرموس الشاي والتسالي والمأكولات الخفيفة.

 

عمار لما كانت الشرطة ما تحسب حساب لأي مباراة من الناحية الأمنية ولايوجد وحدة لامن الملاعب بل كان مركز امن الحسين بمرتباته القليلة تشرف على سير المباراة ...ويخرج جمهور الفريقين معا بعد المباراة دون مشاكل او مسبات.
قرفتونا الرياضة...وقرفتونا الذهاب لحضور المباريات كالسابق...وقرفتونا بعض...لعنة الله على كل من يتخذ من الرياضة وسيلة لتحقيق اهدافه المسمومة...لعنة الله على كل واحد ينظر للرياضة من باب المناطقية والجغرافيا....لعنة الله على كل مأزوم سياسيا واجتماعيا ويفرق بين الأخ وشقيقه.
أتمنى أن أذهب مع عائلتي لحضور مباراة كرة قدم كما كنا في السابق مع تيرموس الشاي او المشروبات الباردة مع التسالي ....لكن الظاهر سأرمي تشجيعي وحبي لكرة القدم في الحاوية.