المجالي: كلنا شركاء في هذه الجريمة
كتب عبد المجيد عصر المجالي:
إذا كنا نبحث عن التخدير فالحدث قتله حدث مثله وانتهى الأمر، أما إذا كنا نبحث عن الحقيقة فكلنا شركاء في هذه الجريمة، من الدولة التي أبدعت في تفعيل سياسة (فرق تسد) سواء في القوانين الانتخابية أو في المحاصصة أو حتى في الرياضة، إلى المجتمع الذي يربي أبناءه منذ الطفولة على أن تشجيع الفيصلي يعيد مقدرات الوطن المسروقة ويجعله منتصراً وقوياً، وأن تشجيع الوحدات ينتصر لقضية فلسطين ويعيدها لنا !
هل لاحظتم كيف نجبر الأطفال على ارتداء كلرات الفيصلي والوحدات ونصورهم افتخاراً وبطولة؟ هل لاحظتم بيجامات الأطفال التي تنتشر بالأسواق وعليها شعارات "الزعيم" و "المارد الأخضر"، بينما نشتريها نحن للأطفال الذين لا ذنب لهم بصراعاتنا التافهة ؟ نحن لا نترك لهم فرصة بأن يعيشوا أنقى وأجمل مرحلة في حياتهم، فالشحن يبدأ منذ الطفولة، والكره يبدأ منذ الطفولة، والوحدة الوطنية تموت منذ الطفولة !
إذا أردتم منع تكرار الجريمة وما سبقها من أحداث مؤسفة في الأسابيع الماضية فاتركوا الأطفال وشأنهم، لا تزرعوا فيهم ما زُرع فينا، لعلنا نُخرج أجيالاً جديدة تنتصر لأوطانها وتغضب من أجلها بعيداً عن تفاهة كرة القدم !