ما هو سرطان الثدي الغازي؟
تتساءل العديد من النساء عن سرطان الثدي الغازي وما يختلف به عن سرطان الثدي العادي الذي أصبح أحد الأمراض الأكثر شيوعاً بين النساء، لكن نسبة الشفاء منه مرتفعة، خصوصا مع إجراء الفحص الدوري والكشف المبكر عن السرطان.
ويُشير سرطان الثدي الغازي إلى انتشار الخلايا السرطانية في أنسجة الثدي المحيطة.
وفي هذا المقال، نوضح لكِ عزيزتي الفرق بين سرطان الثدي الموضعي والغازي، ومراحل سرطان الثدي الغازي، وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه والوقاية منه.
ما هو سرطان الثدي الغازي؟
للإجابة على التساؤل الشائع الذي مفادُه: ما هو سرطان الثدي الغازي؟ لا بد من أن نشرح لكِ أولاً أن الإصابة بسرطان الثدي غالبًا ما تبدأ في الغدد المُنتجة للحليب والتي تُعرف بالـ"فصيصات"، وهي عبارة عن أكياس صغيرة توجد داخل الفصوص (الأنسجة الغُدّية) أو قنوات الحليب.
ولكن في معظم الأحيان تنتشر الخلايا السرطانية خارج هذه الأجزاء إلى الأنسجة السليمة في الثدي، وعندها يتحوّل الورم الخبيث إلى "سرطان الثدي الغازي"، علماً أن أغلب إصابات سرطان الثدي تكون من النوع الغازي، ومن الناحية الإحصائية، فإن 81% من سرطانات الثدي غازية، وفق ما ذكرت جمعية السرطان الأمريكية.
مراحل سرطان الثدي الغازي:
يتم قياس تقدّم سرطان الثدي الغازي وفقاً لـ4 مراحل (من 1 إلى 4)، كما أن العديد من هذه المراحل لها فئات فرعية، علماً أن سرطان الثدي الذي بقي محصوراً في المنطقة التي ظهر بها ولم ينتشر إلى أنسجة الثدي السليمة يُطلق عليه "سرطان في الموقع" (أي أنه موضعي)، وهو ما يُعرف أيضاً باسم "سرطان الثدي غير الغازي" أو "سرطان الثدي في المرحلة 0 (صفر)".
وفيما يتعلق بتدرّج مراحل سرطان الثدي الغازي، فإنه يعتمد على 3 عوامل رئيسية يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار، وهي:
الورم، إذ يتم قياس حجم الورم ومدى انتشاره في الثدي.
الغدد الليمفاوية، بحيث تتم معرفة ما إذا كان السرطان قد وصل إلى الغدد الليمفاوية أم لا، وفي حال انتشر إلى الغدد اللمفاوية ينبغي معرفة عددها.
ورم خبيث، بمعنى أنه يتم الكشف عمّا إذا كان السرطان منتشراً إلى أعضاء وأنسجة أبعد من موضعه.
عوامل أخرى:
درجة الورم، فمن المعروف أن تصنيف الورم يُشير إلى مدى سرعة نمو الخلايا السرطانية وانتشارها، وبالتالي فإنه كلما ارتفعت درجة الورم، زادت احتمالية الإصابة بالسرطان.
حالة بروتينات مستقبل عامل نمو البشرة (HER2)، وهذه البروتينات تُسهم في التحكم بنمو خلايا الثدي وإصلاحها، إلا أن الكثير من بروتينات (HER2) يمكن أن تؤدي إلى نمو خلايا الثدي بسرعةٍ أكبر مما ينبغي.
حالة مستقبلات البروجسترون (PR)، والتي يُشير ظهورها إلى أن المستقبلات الموجودة على سطح الخلايا السرطانية مُرتبطة بهرمون البروجسترون.
حالة مستقبلات هرمون الإستروجين (ER)، إذ إن النوع الأكثر شيوعاً من سرطان الثدي تظهر معه هذه المستقبلات التي تكون موجودة على سطح خلايا سرطان الثدي التي ترتبط بالإستروجين.
تشخيص وأعراض سرطان الثدي الغازي:
إن الإصابة بسرطان الثدي الغازي قد لا يرافقها أي أعراض ملحوظة، وفي هذه الحالة يتم اكتشاف الإصابة عن طريق تقنيات الفحص الروتينية؛ بما في ذلك تصوير الثدي بالأشعة، ولكن في حالاتٍ أخرى قد تظهر بعض العلامات الدالة على الإصابة، وعموماً، توجد عدة اختبارات يمكن من خلالها تشخيص الإصابة بسرطان الثدي الغازي والتثبّت من ذلك.
أعراض سرطان الثدي الغازي:
ظهور كتلة جديدة أو سماكة ملحوظة يمكن الشعور بها، سواءً في الثدي أو منطقة الإبط.
وجود تغيرات في جلد الثدي؛ مثل الاحمرار، أو التورم، أو التنقير (نقاط أو نتوءات على الجلد تجعله أشبه ما يكون بقشر البرتقال).
حدوث تغيرات في حجم الثدي أو شكله.
شكل الحلمة يبدو غير طبيعي، بحيث تكون مسطحة أو غائرة نحو الداخل.
تسرّب سائل من الحلمة مختلف عن حليب الأم في حال كانت مُرضعة.
تشخيص سرطان الثدي الغازي:
فحص الثدي السريري، وخلال هذا الفحص يحاول الطبيب البحث عن علامات واضحة؛ مثل كتل أو أي تغيّرات أخرى في الثدي.
صورة الثدي الشعاعية، وأثناء هذا الاختبار، يضغط جهاز التصوير على الثديين الموضوعين بين لوحين، ليتم أخذ صور بالأشعة السينية لأنسجة الثدي وتقييمها؛ من أجل التأكد من وجود علامات السرطان من عدمه.
اختبارات التصوير، وهي تشمل أنواع تصوير إضافية تُساعد الطبيب على تصوّر أنسجة الثدي بشكلٍ أوضح؛ ومن هذه الاختبارات: التصوير بالموجات فوق الصوتية أو بالرنين المغناطيسي (MRI).
اختبارات الدم، والتي تعتمد على سحب عينة من الدم للتحقق من وجود علامات دالّة على الإصابة بالسرطان أو لا.
أخذ خزعة من الثدي، ويتضمّن هذا الإجراء أخذ عيّنة من أنسجة الثدي بعناية، ليفحصها الطبيب تحت المجهر؛ بهدف التأكد من وجود علامات سرطان من عدمه.
وفي حالة الكشف عن سرطان الثدي، قد يوصي الطبيب المعالج بإجراء اختبارات إضافية؛ ليتمكّن من معرفة مواصفات السرطان وتحديد مرحلته، ومن هذه الفحوصات:
اختبار المستقبلات، والذي يفحص وجود مستقبلات هرمون الإستروجين، ومستقبلات البروجسترون، بالإضافة إلى حالة بروتينات مستقبل عامل نمو البشرة (HER2).
اختبارات التصوير، والتي تهدف إلى معرفة مدى انتشار السرطان وفيما إذا كان قد انتقل إلى مناطق أخرى أم لا، ومن هذه الاختبارات: فحوصات العظام، الأشعة السينية، التصوير المقطعي المحوسب، بالإضافة إلى التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
خزعة العقدة الليمفاوية، ويمكن الاستفادة من هذا الفحص في معرفة ما إذا كانت الخلايا السرطانية قد انتشرت إلى العقد الليمفاوية القريبة أم بقيت في المنطقة التي ظهرت بها. وبذلك نكون قد أوضحنا لكِ أهم المعلومات حول تشخيص وأعراض سرطان الثدي الغازي.
علاج سرطان الثدي الغازي:
هناك عدة وسائل وأساليب يمكن من خلالها علاج سرطان الثدي الغازي، إلا أن اختيار الطريقة المناسبة يعتمد على عدة عوامل، وقد يلجأ الطبيب إلى نوع واحد من العلاج أو يدمج بين أكثر من وسيلة، وذلك بناءً على العوامل التالية:
مكان الورم.
حجم الورم.
مرحلة الإصابة بالسرطان.
نتائج الفحوصات المخبرية الخاصة بالخلايا السرطانية.
العمر.
بلوغ المصابة مرحلة انقطاع الطمث.
الصحة العامة للمصابة.
نتائج الاختبارات المتعلقة بطفرة جينية يمكن أن تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي.
التاريخ العائلي للمرض.
مشاعر المصابة حيال خيارات العلاج.
طرق علاج سرطان الثدي الغازي:
العلاج الكيميائي، ويهدف هذا العلاج الدوائي إلى تقليص حجم الورم قبل الخضوع للجراحة، وفي بعض الأحيان، يتم إعطاؤه للمصابة بعد الجراحة بهدف الحد من عودة السرطان.
الجراحة، ويتم فيها استئصال الورم بالإضافة إلى جزء صغير من الأنسجة السليمة حوله، مع الإشارة إلى أنه يمكن إجراء استئصال الثدي بعد العلاج الكيميائي، وفي هذه الحالة تتم إزالة الثدي بالكامل.
العلاج الإشعاعي، وهذا العلاج يُسهم في منع عودة السرطان، وعادةً ما يُعطى بعد العلاج الكيميائي والجراحة.
العلاج الموجّه، وهو عبارة عن أدوية تستهدف الخلايا السرطانية، يتم استخدامها في حال كانت الخلايا السرطانية تحتوي على الجين (HER2).
العلاج الهرموني، ويتم اللجوء إليه في حال كانت الخلايا السرطانية تحمل مستقبلات هرمونية.
الوقاية من سرطان الثدي الغازي:
يرى بعض الخبراء أن العلاج الإشعاعي ربما يُسهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي الغازي بأكثر من النصف بالنسبة للمرضى المصابين بسرطان القنوات الموضعي المستأصل بالكامل، فيما أشار آخرون إلى أن هذا الإجراء فعاليته ضئيلة جدا، كما أنه قد يؤثر على صحة الجسم.
ومن جانبٍ آخر، يُعتبر عقار تاموكسيفين (Tamoxifen) فعالاً في الوقاية من سرطان الثدي الغازي وغير الغازي، وعلى الرغم من الآثار الجانبية المُحتملة لتناول العقار، إلا أن استعماله كإجراء وقائي من سرطان الثدي يُعد خياراً مناسباً للكثير من النساء المُعرضات لخطر متزايد للإصابة بالمرض.
وبعدما أوضحنا لكِ ما هو سرطان الثدي الغازي؟ وأعراضه وكيفية تشخيصه، ننصحكِ باتباع الأنظمة الغذائية الصحية المنخفضة بالنشويات والسكريات، وممارسة الرياضة، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات الدورية؛ وذلك بهدف الوقاية من سرطان الثدي الغازي والكشف عنه مبكراً في حالة الإصابة به. (ليالينا)