أرجوكم لا تجعلوا الوطن بين الرجلين .. نحب الأردن و فلسطين أكثر من الفيصلي و الوحدات

محمد حسان الذنيبات

 

 
الرياضة جميلة و التنافس شيء رائع يضيف للحياة معنى جيد و التفاخر ضمن الحدود مما لا يستغنى عنه واقعياً و الانبساط المعقول لفوز فريقك الكروي أو ما تشجعه أمر مباح ومقبول و غير مستهجن إذا  كان بلا توتر و تعصب أو نرفزة على من حولك فهو يعطي المرء حيوية و يذكر بالروح الرياضية وهي شيء مطلوب دائماً توجد في النفس مساحات ومساحات تجعلها تقبل على الحياة دون قلق أو اكتئاب و تعودها على تقبل الهزيمة و توقعها كما تفرح للفوز و تتوقعه، عادة يكتسبها الإنسان و يعود نفسه عليها فيعيش سعيداً !!

نحب فريقنا الرياضي بوصفه نشاطاً شبابياً أردنياً يعطي درساً للعاملين في المجالات المختلفة ! فحين يفوز فريقنا الرياضي يذكرنا بالقدرة و العزم لاعلاء اسم الوطن و للتأكيد على وجود آمال شبابنا و طموحاته ومنافسته في مجال من المجالات دون أن تغني أحد هذه المجالات عن الأخرى !!

نحب فريقنا الرياضي حين يكون فريق كرة قدم يفوز رغم قلة الإمكانات و لا نحبها حين تكون اشغالاً للناس عن مشاكلها و همومها و تضييعاً لأوقاتها و مروءتها و بالتأكيد لن نحبها حين تكون تعبيراً عن انقسام مجتمعي أو إسفيناً تفريقياً في خاصرة الوطن !

إذاً المشكلة ليست بالرياضة نفسها و لا بالتنافس بحد ذاته ولكنها متعلقة بفكرة تقبل الهزيمة و إعطاء الأمور حجمها الطبيعي وحين تتحول كل هذه إلى جبهات متقاتلة يصبح خطرها المجتمعي وشيكاً و يحفر عميقاً في نفوس الأجيال بشكل لا يمكن السكوت عنه!!

سأقول مع من يقول أن الفيصلي فريق عريق يؤكد حيوية شعبنا في باكورة تأسيس الدولة الأردنية وسأؤكد أن الوحدات أرض اردنية نفدي الزينكو فيها بأرواحنا أما بقية الخزعبلات التي يتداولها الجمهوران حول هذه الفرق تفسد الرياضة و في نفس الوقت تضعف فكرة الهوية الوطنية وتوجهها بطريقة جنونية أشبه بالعقدة التي توهن روح الانتماء الحقيقية حينما يتطلبها الجد !!

 

فالفيصلي فريق كرة قدم فقط و ليس قصة وطن كما يغالي متعصبوه !!
و كذلك الوحدات فريق ثاني لكرة القدم و ليس قضية شعب كما يروج مغالوه !!

أرجوك ان تبحث في أعماقك عن سبب تشجيعك لهذا الفريق أو ذاك فإن وجدت شيئاً نقياً فأحمد الله و وان وجدت شيئا مريضا فاتق الله و أرجوكم أرجوكم لا تجعلوا الوطن بين الرجلين !!

 

نحن أردنيون من أجل عيون الأردن و فلسطينيون من أجل تراب فلسطين ولا نسمح لأحد بالمزاردة علينا و لن تستطيع كل الشياطين الإنس و الجن أن تجعل شرخاً داخل هذا الوطن طالما أن العقلاء حاضرون يؤدون واجبهم في تثبيت الحقائق فإذا برز الجهلاء و علا صوتهم بدأت الأزمات و المشاكل و الفتن !
اللهم لا تجعلنا من أهل الفتن و اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر