خبراء يكشفون سبب ازدياد العنف المجتمعي في الأردن

كشف استطلاع رأي أن 91٪ على الأقل من الأردنيين يعتقدون أن العنف المجتمعي منتشر في المملكة.

وقال الاستطلاع، الذي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، إن 14 في المائة من الأردنيين أرجعوا هذا العنف إلى انتشار المخدرات، وهو سبب أيده بعض الخبراء.

وأكد عالم الاجتماع، حسين الخزاعي، أن مدمن المخدرات "يتحول إلى شخص عنيف عندما يحتاج إلى المخدرات وليس لديه مال لشرائها"، وسيتحول إلى لص أو معتدٍ أو محتال من أجل تلبية حاجته.

وأشار الخزاعي، إلى أن "بعض الناس يبدأون في تعاطي المخدرات بسبب تأثير الرفقاء السيئين"، مؤكدا أن التنشئة الاجتماعية، وتحديداً البيئة المنزلية، هي اللبنة الأولى في بناء شخصية الفرد، ثم تأتي البيئة المحيطة.

من جهته، قال حسين محادين، أستاذ علم الاجتماع وعلم الجريمة في جامعة مؤتة، إن الأردن يقع في "منطقة ملتهبة وعنيفة، وحتى التنمر منتشر على منصات التواصل الاجتماعي"، وهذه الظروف تلعب دورًا رئيسيًا في تصاعد العنف.

وأشار محادين إلى أن بعض مدمني المخدرات "يعتقدون خطأً أنهم يستطيعون التغلب على الواقع من خلال إحساس وهمي بتأثيرات المخدرات".

وأوضح محادين أنه "عندما يشعر الناس أنهم لا يستطيعون التكيف مع البيئة أو أنهم أقل قابلية للتكيف مع تحديات الحياة، فإن هذا يدفعهم أكثر نحو الانحراف وتعاطي المخدرات".

وقال إن هناك سببين لانتشار العنف، الأول هو تعاطي المخدرات، لكن لا توجد دراسة علمية تؤكد هذا الاعتقاد، والثاني هو أن العنف هو نتيجة لأنماط التعليم التي نشأ عليها الفرد منذ الطفولة.

بدوره، قال عالم النفس، علي محمد، إن "ظاهرة العنف المجتمعي منتشرة بنسب واضحة في حالات العنف الأسري والعنف الجامعي والتنمر عبر منصات التواصل الاجتماعي".

وأضاف محمد أن مثل هذه السلوكيات الخاطئة "قد تكون ناجمة عن التنشئة في بيئة ينمو فيها الفرد وتحيط به بعض المفاهيم المجتمعية الخاطئة التي تروج لثقافة العنف وتضخم القوة دون وضع ضوابط وحدود".

وبشأن انتشار المخدرات، أشار إلى أن “المخدرات هي أحد أشكال انحراف سلوك الأفراد وتكثر في مرحلة المراهقة والشباب المبكر بسبب قلة الوعي والسيطرة من جانب الوالدين، وعدم الرضا عن الواقع، وتأثير واضح للرفاق السيئين".