اللقب لا يقدم ولا يؤخر لدى المشاهد أو القارئ
كتب: علي سعادة
وفي غالبية هذه الألقاب يدخل الجانب العاطفي والشخصي والتجاري والوقتي، أي أن اللقب مرتبط بالظروف التي أطلق وقتها، وربما يكون بعضها محقا لكنه غالبا يظلم آخرين قد يعادلونه أو أفضل منه.
وغالبية الألقاب كانت في مجالي الغناء والتمثيل وقليل منها في مجال الأدب.
ربما كانت أشهر ألقاب الأدب: عميد الأدب العربي (طه حسين) وأمير الشعراء (أحمد شوقي) وأيضا شاعر النيلين وشاعر القطرين والأخطل الصغير وغيرها.
بعض الألقاب أثار حفيظة المنافسين وأبناء وبنات "الكار" على سبيل المثال لقب "سيدة الشاشة العربية" الذي أطلق على فاتن حمامة، هذا اللقب لا توجد أسس فينة أو نقدية أو إنجازات وضعت فاتن حمامة في هذا المكان، وهو ما رفضته منافساتها أمثال ماجدة ومريم فخر الدين وهند رستم التي قالت إن سيدة الشاشة هي: شادية أو سعاد حسني لأنهما قدمتا جميع أنواع الفن والأدوار.
حتى "كوكب الشرق" هو لقب أطلقه المذيع الذي كان يبث حفلات أم كلثوم في "صوت العرب" وفرضه على المستمع.
أنا هنا لا أناقش الأحقية في اللقب أم لا، ما أريد قوله هو أن الصحافيين والأدباء والمنتجين انشغلوا في منح الألقاب لفنانين وفنانات وأدباء دون أسس واضحة ونجحوا في ترسيخ هذه الألقاب في ذهن الإنسان العربي كما لو كانت حقائق علمية لا تقبل الشك.
في المقابل كم هو حجم الألقاب التي منحت لأدباء وشعراء وفنانين ورياضيين عالميين ؟!
اللقب لا يضيف حرفا واحدا ولا مشهدا واحدا ولا جملة موسيقية واحدة على صعيد الإبداع، وهو أيضا لا يقدم ولا يؤخر لدى المشاهد أو القارئ. وأظنه صناعة إعلامية تجارية من قبل متعهدي الحفلات ومدراء أعمال الفنانين ولم تمنح من قبل الجمهور صاحب الحق المطلق في مخاطبة المبدع بما يشاء من مسميات.