استرنا بسترك الجميل
كتب: علي سعادة
أجد أن من أفضل الصفات التي من الممكن أن يتحلى بها المرء (رجل وامرأة) ستره لغيره.
تخيل لو أن الله، جل ثناؤه، لا يسترنا ولا يلقي علينا برداء وحجاب الستر، كنا سنخجل أن ننظر بعيون الناس، فكلنا نخطئ ولا عصمة لأحد.
يقول العارفون بالله، لولا ستر الله ما جالسنا أحدا.
والستر إن تقع في معصية، في زلة، في خطيئة، شريطة ألا تتفاخر بها و ألا تعلنها.
البعض يجدها مجالا للتفاخر وتعويض النقص في شخصيته، ينشر صور سيدة دون علمها ويعرض صورها على أصدقائه ويتحدث عنها بكلام يمسها، أو يسجل لزميله أو لزميلته ويكشفه للناس، هذا خرج من خلف ستارة الستر إلى عالم الفضيحة، وكشف عن عورته أمام الخلق وخرج من رحمة الله وستره، وسيكشف عنه الستر وسيفضح.
استر على غيرك، يسترك الله يوم القيامة، هذا أكبر ثواب لك وأعظم نعمة.
وفي رواية: أن رجلا اسمه هزال، أشار على رجل أن يأتي النبي فيخبره بأنه زنى، فقال له النبي "يا هزال، لو سترته بردائك، لكان خيرا لك". المعنى هنا أن يستره بأن يأمره بكتمان خطيئته، وذكر الرداء على وجه المبالغة.
يقول الرسول الكريم :" كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وأن من المجاهرة: أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا. وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه".
قيل إن قائدا للجيش، قال لجنوده: إنكم نزلتم أرضا كثيرة النساء والشراب فمن أصاب منكم حدا فليأتنا، فنطهره، فأتاه ناس، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، فكتب إليه: أنت، لا أم لك، الذي يأمر الناس أن يهتكوا ستر الله الذي سترهم به.
وجاء في الأثر أن المؤمن يعطى كتابه يوم القيامة في ستر من الله تعالى حتى لا تعرف الخلائق ما ارتكب من سيئات.
وقال ابن القيم: "للعبد ستر بينه وبين الله، وستر بينه وبين الناس، فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله، هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس".
ويقولون، إن الخاصة يطلبون الستر عن المعصية خشية سقوطهم من نظر الملك الحق.
إذا وصلتك فضيحة لأحد فاجعلها تقف عندك ولا تتعداك، فإن وقفت عندك أخذت أجر الستر.
اللهم استرنا بسترك الجميل، ولا تفضحنا بين خلقك ولا تخزنا يوم الحسرة والندامة.