كتب: زيان زوانة

لست مغرما بديمقراطية النموذج الغربي ، لكن أحداث الأيام العشرة الأخيرة في الديموقراطية البريطانية تستحق المتابعة ، وإظهار شيئا من الإعجاب .

تراجع الحكومة البريطانية (المحافظين ) اليوم عن تخفيض الضريبة على الأغنياء في خطتها الإقتصادية التي أعلنتها منذ 10 أيام له دلالات سياسية واقتصادية واجتماعية ، عبّر عنها وزير مالية الحكومة نفسه الذي أعلن الخطة بداية بقوله " لقد أنصتنا ، ووصلتنا الرسالة "، وقبل ذلك تعرض رئيس الوزراء البريطاني جونسون لمساءلة حزبه فعزلوه عن زعامتهم ( المحافظين ) وعن رئاسة الوزراء.

وها هي رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تتعرض للمساءلة فورا وتضطر للتراجع .

أغضبت الخطة الإقتصادية للحكومة  البريطانية الشعب البريطاني ، محافظين وعمال : لأنها خسرّت المحافظين في استطلاعات الرأي وأظهرت عدم اهتمامهم بغالبية البريطانيين الذين تآكلت مداخليهم تحت وطأة تضخم مرتفع وأسعار طاقة لا يقدرون عليها ، وأكسبت حزب العمال لمنافس ، تقدما بنسبة 33% على الفور.. لا يطمح الأردنيون لنموذج ديموقراطي كالبريطاني ، لكنهم يتمنون حكومة تسأل نفسها : هل رفع أسعار الكاز بقرارها الأخير ، وهو مادة تدفئة الفقراء ونحن نستقبل الشتاء ، له صفة يمكن إطلاقها على حكومتنا التي اتخذته ؟ لا أعرف الجواب ،  فقد تكون غلطة لجنة تسعير المحروقات وليست غلطة الحكومة والله أعلم ، وغالبية الأردنيون يعلمون.