عملات رئيسية تتهاوى
زيان زوانة
لم يعد تهاوي العملات محصور بعملات البلدان : الهشه أو العالم الثالث أو المحاصرة أو الواقعة تحت عقوبات اقتصادية أو المعتمده في استقرارها على المساعدات الخارجية أو القروض السياسية أو ذات الإقتصاد غير الحر، كما يصنفونهم ، بل اتسع ليشمل بلدانا رئيسية غنية في العالم الغربي ، منضوية تحت مجموعات الدول العظمى ، مثل مجموعة السبع ، أو مجموعة العشرين أوالإقتصادات الأقوى في العالم .
يحاول البعض ، خاصة الإعلام الغربي إرجاع انهيار العملات لأسباب سياسية تعنيهم فقط ، فيتم تصوير انهيار الليرة التركية بسبب الرئيس أردوغان ، وتدخل حزب الله في الحياة اللبنانية ، وتدخل المرشد الإيراني في الإقتصاد الإيراني وتدخل بوتين في القرم وأوكرانيا ، وتدخل السيسي بمشاريعه التوسعية وهكذا ، ما يطرح تساؤلا عن أسباب التراجعات الوازنة لليورو والإسترليني والين الياباني خلال هذا العام .
تنهار العملات بسبب تراكم نتائج سياسات خاطئة ما يستدعي دراسة واقع العملة المعنية الداخلي والخارجي وتداخلهما سويا ، إذ أن أهم الأسباب ترجع للنهج الإقتصادي والسياسي الخاطئ وانغلاق الحكومات فكريا ونخبويا وتغليبها مصالح النخبة على مصالح عامة الناس وتفشي الفساد فيها . إنهيار العملات الضعيفة تلحق الضرر بمواطنيها ، لكن آثار انهيار العملات الرئيسية تتسع لتلحق الضرر بأوسع من مواطنيها الذين تتراجع قوتهم الشرائية ، كما هو الحال الآن ، وقد يكون فيها بعض الإيجابيات لآخرين . ولنتابع.