مستشفياتنا الحكومية أولاً ثم السياحة العلاجية (١)

محمد حسان الذنيبات

افتتح اليوم دولة الرئيس و معه معالي وزير الصحة مستشفى الطفيلة الحكومي و بسعة ١٥٠ سرير و في ضوء اقرار قانون المجلس الطبي اتوقع بقوة -يا رب يكون توقعي في محله !- أن الحكومة و الوزارة بشكل خاص اليوم مشغولة -من فوقها لتحتها- في التعاقد مع اختصاصيين  أردنيين في الاختصاصات المختلفة و أظن أن ماكينة التعاقد داخل الوزارة -وليس كل الظن اثم- لا يهدأ لها بال في محاولات استقطاب الأطباء الأردنيين حملة البورد الاجنبي حول العالم من اصحاب الخبرة و الكفاءة ليملئوا مستشفياتنا الحكومية حول الأردن ليخدموا أهلهم و مرضاهم في هذه المستشفيات!

سنكون أسعد الناس ونحن نرى زملائنا من الاختصاصيين الكبار و المميزين عالمياً في التقرير الصباحي في مستشفى الكرك أو في رواند علاجي في أروقة مستشفى الطفيلة و معان أو في عيادة تشخيصية في المفرق و عجلون و جرش لينقلوا لنا شيئا مما تعلموه في أماكن تدريبهم المميزة نهوضاً بخدمة أهلهم و وطنهم!

 

الحديث عن السياحة العلاجية حديث جيد و مفيد لعموم الاقتصاد الوطني و لكنه يأتي في المرحلة الثانية بعد تطوير منظومتنا الصحية الموجهة للمواطنين أو "تحسين نوعية الحياة" كما جاء في أوراق تحديث المنظومة الإقتصادية ومؤاتمراته العديدة و إذا اضطربت الأولويات في هذا فعلينا أن نعيد توجيه البوصلة حتى لا تختل الموازين وتكون كل القصة و المعارك تحقيق مصلحة مستثمرين في السياحة العلاجية و يكون كل المطلوب من مؤسساتنا التشريعية و الصحية و الإعلامية أن تخدّم على هذه المصالح فقط!
و طبعا لسنا ضد ما يخرج من اخبار عن مشاريع صحية اخرى كمدينة طبية ومنتجع للتأهيل الصحي و النفسي  يستهدف الربح و تنشيط السياحة العلاجية ولكن ذلك يأتي ثانيا بعد تحسين منظومتنا الصحية المقدمة للأردنيين و بغير هذا الترتيب يكون الأمر خطير جدا جدا  !