الأحزاب أم رغيف الخبز؟
ام فكر المواطن اليوم مهتم بالبحث عن لقمة العيش و تأمين حياة كريمه له ولاسرته في ظل ارتفاع تكاليف الحياة وازدياد صعوباتها ؟
ما نشاهده على ارض الواقع اليوم ان المواطن الأردني يعيش في دوامة من الاحداث التي لا تنتهي والاخبار السيئة التي تتوالى عليه من هنا وهناك و وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ميداناً وسوقاً للاخبار والصور والفيديوهات التي تنقل له كل جديد وتجعله رهيناً لاخبار عاجلة لا ينفك عن متابعة تفاصيلها حتى النهاية ،ولا زال المواطن يسعى جاهداً لايجاد وظيفة ومصدر دخل في ظل ارتفاع غير مسبوق في ارقام البطالة وخاصة في صفوف الشباب وأصبحت كلفة المعيشة عالية واساسيات الحياة غالية والدخل ثابت دون زيادة ..
لا شك ان غالبية المواطنين اليوم أصبحت لديهم قناعة ان تغيير الواقع صعب وهم يفقدون الثقة شيئاً فشيئاً في البرلمان بسبب غياب الدور الرقابي الحقيقي للنواب على الحكومة والطريقة التي يتم فيها تشريع القوانين وإقرارها
وجدوى كل ذلك على حياته اليومية التي يشعر انها في تراجع مستمر ..
التحديات والصعاب كثيرة و تحتاج من كل مواطن إعادة التفكير في أولويات حياته من جديد والعمل على تغيير نهجه في المشاركة بالحياة السياسية فالمقاطعة لا تجدي نفعا لانها حتماً ستودي لمزيد من التراجع في كافة المجالات، ولأن قانوني الأحزاب والانتخاب رسما طريقاً واضحاً للوصول للبرلمان وتشكيل الحكومات في المستقبل القريب فأصبح لزاماً على كل من لديه رغبة في تغيير الواقع ان ينتمي للحياة الحزبية ويكون مشاركاً فاعلاً فيها .
التشكيك المستمر بجدوى الأحزاب وفاعليتها وقدرتها على التغيير وإقناع الناس بذلك عبر اشخاص مستفيدين من بقاء الحال كما هو فالمناصب لهم والمنافع والمكتسبات تصب في جيوبهم وجيوب من حولهم هو هدف يسعى له البعض باستمرار ..
دول كثيرة في العالم لولا الأحزاب ما وصلت للتقدم والتطور والحداثة وانتقلت تلك الدول الى المراكز الأولى في العالم عبر كافة المجالات الاقتصادية والصحية والتعليمية وأصبحت الأحزاب تتسابق لتقديم افضل ما لديها للمواطن والناخب ولمس المواطن في تلك الدول التطور والتقدم والانجاز وقطف ثمار ذلك في حياته المعيشية فتطور التعليم المجاني المدرسي والجامعي واصبح النظام الصحي متاح للجميع وارتفعت مستوى الرفاهية وشاهد بنية تحتية من شوارع وحدائق ومواصلات عامة وارتفع مستوى دخل الافراد وتقدمت القطاعات الاقتصادية وازدهرت بسبب الخطط والبرامج التي وضعتها الأحزاب وطبقتها على ارض الواقع لتحافظ على ثقة الناخب بها.
المرحلة الحالية تتطلب من الأحزاب القديمة والجديدة اقناع الناس ببرامج تلك الأحزاب وأهدافها و رؤيتها هذا هو الطريق الوحيد لتحريك المياه الراكدة.
• خبير اقتصادي