لا تشتروا استرليني ويورو.. وتابعوا الذهب

 

زيان زوانة
 
فقد الجنيه الاسترليني قرابة 15% من قيمته عما كانت منذ سنة، ويتأرجح الآن إلى المعدّل الأدنى منذ قرابة 40 عاما (1.14مقابل الدولار)، واحتمال تراجعه ليلحق باليورو خلال الفترة القادمة مدفوعا بإحصائيات ضعف الإقتصاد البريطاني واقترابه من كساد، يغذيه كلفة خطة الحكومة الجديدة بمعالجة ارتفاع أسعار الطاقة والكهرباء (مقدرّه 170 مليار دولار) وتبعاتها على الخزينة الضعيفة وقرارات المركزي البريطاني برفع الفائدة على الجنية لضبط ارتفاع الأسعار ما سيدفع باقتصادهم إلى الوراء.

تابعنا اليورو أيضا، ورأينا انزلاقته وتأرجحه على  دولار واحد حتى الآن، مع احتمال نزوله لما دون ذلك.

حيرة صناع السياسات بين محاربة التضخم برفع الفائدة وتقبل تراجع اقتصادي مؤلم، مصحوبا بعدم اليقين الذي يعصف بالأسواق كافة وحرب أوكرانيا وتداعياتها يؤثر مباشرة على سعر صرف العملتين اليورو والإسترليني، إضافة لمؤشرات قوية بتراجع اقتصادات العالم الرئيسية: أمريكا والصين والإتحاد الأوروبي، علما بأن الياباني لم يتعافى من أزمته منذ أكثر من عشرين عاما، في بيئة عالمية تمثل ظروف "العاصفة الكاملة".

في هذه الأجواء يزداد الدولار ثباتا لم يبلغه منذ عشرين عاما أمام سلة العملات الرئيسية، في الوقت التي يزحف فيه ببطء اليوان الصيني والروبل الروسي إلى سوق العملات المؤهلة، ولو بعد حين لتكون عملات تداول عالمية، بينما تأخذ الهند مكان المملكة المتحدة كخامس اقتصاد في العالم.

أردنيا ، دينارنا بخير حتى الآن، وأتمنى ألا يرفع المركزي الأردني الفائده من جديد، لئلا يجهض حالة تعافي اقتصادنا، إذ تكفينا ضغوط الدين العام المنفلت دون علاج، وتأخر تنفيذ برامج إصلاح شمولية.