المطبات في شوارعنا.. أم في رؤوسنا!
محمد حسان الذنيبات
بدأت قيادة السيارة في كندا منذ أن وصلت إليها واكثر ما استغربته خلال تلك الفترة هو أنني لم أواجه سوى مطب واحد خلال فترة الثلاث سنوات و نصف، كتمت ذلك في نفسي حتى ركبت بجانب أحد الإخوة الأردنيين فقال لي وهو يشرح كيف أنهم لم ينجحوه في إمتحان السواقة المرة الأولى حين مر من منطقة فيها مدرسة ولم يخفض سرعته إلى السرعة القانوينة في تلك المنطقة وهي 30-40!
طبعا كل هذا الأمر تجده فقط في ذاكرة شخص حاد الذاكرة أو رجل يسجل يومياته في كل ليلة والا فالقضية بعد الأسبوع الأول أبسط بكثير! فالطرق هناك -اقسم بالله- لا تختلف عن طرقنا شيئاً لا من حيث جودة الإسفلت ولا من حيث المنعرجات فيها والظروف الجوية هناك في كندا أصعب والهطول الثلجي السنوي يفعل فيها فعله بحيث يتعذر تجديدها سنوياً ولذلك ليس بعيداً أن تمر بشارع محفر و متكسر لكنك من المستحيل ان تمر في شارع تغيب عنه شاخصة مرورية في مكان ضروري، لا يمكن أن يحدث هذا!
أخ أردني آخر و هو صديق عزيز الآن قبل أن التقيه أول مرة عرفته من بعيد وهو قادم بسيارته, ملتزم بكل التعلميات المرورية غير أنه الوحيد من بين العشرات يخرج يده من السيارة فقلت له ذلك بعد أن اقترب حتى اضحكني حينما قال لي أن انظر إلى نمرة سيارته اذ كان قد وضع اسم عشيرته الكريمة على نمرة السيارة فالنمرة هنا كما تعلمون احرف وارقام وهذا مما اسعدني أنه يحمل افتخاره معه في مكان لا يعرف كل هذه الأسماء.
اختصاصي أمراض و زراعة الكلى
من يوميات طبيب أردني في كندا (١)