حادث اللويبدة .. وصناعة القيادات الميدانية

زهدي جانبيك

 

حادث انهيار المبنى فاجعة… ادعو الله ان يرحم الشهداء، ويشفي المصابين، وان يلهم اهاليهم الصبر والسلوان… ويعوض الخسائر على الجميع.
لكن… ما هكذا تورد الإبل…
الفكر الجرمي يعمل دائما على إستغلال اية نقطة ضعف ليستغلها… حتى انني شاركت اثناء عملي في البحث الجنائي بمتابعة عصابة تستغل وقت الحج للسفر مع الحجاج بقصد السرقة والنشل، وقبضنا عليهم جميعا…
فإذا استغلوا الحج بهذه البشاعة، فلن يكون مستغرب تسللهم الى موقع الانهيار بقصد السرقة… ف انهيار العمارة فتح أبوابها بكل ما فيها من موجودات أمام مرضى النفوس…
ولذلك كان، ولا زال يجب منع اي شخص من الوصول الى موقع الانهيار باستثناء فرق الإنقاذ المحددة…. وفرض طوق أمني حقيقي على الموقع.

أعلى رتبة رأيتها تعمل في الموقع كانت نقيب… ولم يكن مشغولا بهاتف أو بلقاء تلفزيوني…. كان يعمل مع زملائه…

 

وصول رئيس الوزراء إلى الموقع لا داعي له…لان حضوره ببذلته وربطته استدعى حضور وزير الداخلية وأمين عمان… حضور وزير الداخلية استدعى حضور مدير الأمن العام ومحافظ العاصمة… وهذا بدوره استدعى حضور مدير الدفاع المدني، ومدير دفاع مدني العاصمة،…ومساعد مدير الأمن العام للعمليات، وقائد أمن إقليم العاصمة، ومدير شرطة وسط عمان….
هؤلاء جميعهم ومساعديهم سيقفون جميعا على البلكونة بالأعلى للمشاهدة، واخذ الصور، وإجراء المقابلات الاعلامية، وإجراء الاتصالات الهاتفية…. وتعطيل اعمالهم واعمال المسؤول الحقيقي عن الموقع.

وجود هذا الكم من القيادات في الموقع لن يسمح لرئيس المركز الأمني المختص ورئيس مركز الدفاع المدني المختص باتخاذ اي قرار، أو تحمل اي مسؤولية في الموقع… وسيقفان بانتظار التوجيه من مديرهم… وهذا لن يسمح باختبار قدراتهم القيادية وادارتهم للازمة…

 

يجب التوقف عن هذه الزيارات التي لا معنى لها عند حدوث الأزمات… ويجب منح القادة الميدانيين الفرصة لإثبات كفاءتهم…
وبنفس الوقت… يجب عزل مناطق العمليات عن الجمهور الفضول فورا وبحزم ودون تهاون…
وجود قادة الصف الأول (رئيس الوزراء، الوزير، مدير الامن، امين عمان، ومساعديهم) سبب رئيسي من أسباب إعاقة العمل، وتجمهر الناس، ويجب التوقف عنه…

جميع الذين ذكرتهم لن يكونوا أعضاء في إزالة الانقاض، ولا الإنقاذ، ولا الإسعاف، ولا التحقيق… وليس لوجودهم اي فائدة فعليا…