الإصلاح السياسي.. بين الإيمان والتشكيك

كتب: قيس زيادين

 

لا يخفى لمتابع، انه و بعد اقرار قوانين منظومة الاصلاح ، استطيع ان اقول و من ناحية نظرية، انها تقدمية، وتشكل خارطة طريق  للاصلاح لطالما انتظرناها. لكن و مع ذلك علينا الاعتراف انه ما زالت الاشكالية بين النظرية و التطبيق شائكة لا بل صعبة.

جزء لا يريد الاصلاح و لاسباب معروفه، فهم يفضلون الوضع القائم و الابقاء على الثنائية التاريخية المستهلكة سياسيا بين التيار المحافظ و الاسلام السياسي بالوانه. ثنائية مريحة للطرفين في المعادلة و هذا مفهوم.

هنا لا اوجه اصابع اتهام لجبهه العمل، لكن قد يكون خيار استمرار الاصلاح او عدمه سيان لهم، فنلاحظ خطابا تشكيكيا سوداويا تارة او استقوائي يحمل كلمات تهديد تارة اخرى ما قد يرعب الكثيرين من الاصلاح نفسه.

الجزء الاخر هو طرف المعادلة الغير مهتم او غير متابع اصلا، هو الجزء الذي فقد ثقته و تلك ثقة يجب ترميمها باسرع وقت لانها مصلحة وطنية عليا تتعلق بعلاقة المواطن و دولته.

الجزء الثالث و الاهم، هي القوى المثقفة سياسيا و التقدمية الديمقراطية التي تمتلك الخبرة و المصداقية لكن بعضا منهم ينظر نظرة سوداوية مشككه للامور لعدة اسباب ابرزها قد يكون ما يحدث على الساحة الحزبية و من من يتصدر المشهد. فهم غير مقتنعون او مصدقون، ما سيترك فراغا كبيرا قد يؤدي بالنهاية الى فشل الاصلاح ليس من ناحية نظرية قانونية، بل عملية ، من خلال اعادة انتاج نفس مشهد الثنائية مجددا و بالتالي كانك "يا ابو زيد ما غزيت".

بغض النظر عن ما تضمر بعض النفوس، و بعيدا عن الصعوبات او التعقيدات، لكن على القوى التقدمية و المدنية و اليسارية لملمت انفسها و عدم اضاعه فرصة تاريخية دون المحاولة على الاقل. فان نجحنا، نكون استفدنا من فرصة تاريخية و تقدمنا بالوطن، و ان لم ننجح لاي سبب ، نستطيع يوما ان ننظر الى الخلف بعد سنين عديدة و نقول لابنائنا اننا حاولنا و لم نيأس و ضميرنا مرتاح.

اليوم الساحة من الوسط الى اليمين اصبحت واضحة المعالم و تعمل و هذا حقها، فاليمين المحافظ اصبح عنوانه حزبين ( ارادة و الميثاق) و الاسلام السياسي ممثل بالائتلاف الوطني (زمزم و الوسط الاسلامي) و بجبهه العمل. الكفة غير متوازنة ، فمن الوسط الى اليسار الامور حائرة، و القوى التقدمية المدنية و اليسارية بسبات و توهان.

لنحاول لان الاغلبية الصامتة قد تفاجئنا.