السياحة مرة ومرات

عصام قضماني

يقول البنك المركزي إن الدخل السياحي حقق حتى نهاية حزيران 1.557 مليار دينار (2.196 مليار دولار) مقارنة مع 441.4 مليون دينار (622.5 مليون دولار) خلال النصف الأول 2021 ليصل عدد السياح إلى 1.9 مليون سائح.

هذا هو اول صيف يشهد الأردن فيه انفتاحا كاملا بعد عامين من الاغلاق التام والجزئي بسبب كورونا.

كنت أتوقع انفجار السياحة إلى الأردن والسبب هو توق الناس حول العالم للسفر بعد ان حبسهم الوباء لفترات طويل لكن يبدو ان الوجهات الاخرى كانت اكثر جذباً.

بصراحة حرت في أمري تفتيشا وسؤالاً لماذا لا يستطيع الاردن جذب ملايين السياح وتحقيق مليارات الدولارات من الدخل السياحي وفيه ما فيه من آثار وتنوع جغرافي ومناخي وفي المقدمة مثلثه الذهبي وادي رم والبترا والعقبة ومثلها الفريد من نوعه البحر الميت؟

كنا نقول للمسؤولين إن المنافسة شديدة من تركيا ومصر وكنت اظن ان لبنان غابت عن الساحة لكن السياحة اليها لم تتراجع كثيراً.

كانوا يقولون إن دبي بعيدة ولها مقومات مختلفة وتركيا أيضاً والتكامل السياحي مع مصر هو ما يعملون عليه.

وكانوا يقولون أننا بعيدون عن خط المنافسة لتنوعها واختلافنا وغير ذلك.

لكن الحقيقة أن هؤلاء الذين توقفوا عند مفاهيم السياحة عند القرن الماضي لم يدركوا بعد أن السياحة صناعة، وأن مدينة في إيطاليا تنافس الإقليم كله وليس الأردن فحسب لأن العالم قرية صغيرة.

كنا نقول إن دولاً كثيرة في المنطقة تتسابق لتصبح علامة بارزة في السياحة وها هي الشقيقة السعودية تسرع وبقوة لقطف الثمار وكان امس اول عرض للازياء فيها وقد فتحت ابوابها ومرافقها وآثارها ومهرجاناتها للسياح فرادى ومجموعات من مختلف الجنسيات دون قيود او شروط مسبقة.

كنا نقول إن صناعة السياحة في الاقليم تقدمت علينا بمسافات وكان يقولون انهم هم رواد السياحة واساتذتها!

لو كنت في مكان سلطة اقليم البترا لتمهلت في الاعلان عن عدد زوار المدينة الوردية والذين بلغوا للنصف الاول 302.2 ألف زائر.. هذا رقم متواضع لا يليق بالمدينة الفريدة في العالم والاكثر شهرة.

دول محافظة سارعت بفتح حدودها للأجانب واصبح منح التأشيرة فيها عبر منصات إلكترونية، أو عبر الهواتف الذكية.

عشرات البرامج الترويجية لمرافق سياحية ترفيهية وتاريخية ترافقها تسهيلات واسعة.

ثمة خارطة جديدة تتشكل وستكون الدول التقليدية سياحياً في وضع حرج فالدول المعروفة بالأكثر تصديراً للسياح ستصبح الأكثر جذباً لهم.

لا يجوز أن نضع أقدامنا في مياه باردة ونستمر في القول إن ما لدينا من عناصر تفوق الكثير بينما لا نفعل شيئاً للترويج لها فالسائح يحتاج لأن يعرف لكنه يحتاج أكثر لعوامل اغراء.