الزبن: الزراعة بالأردن "في خطر"
قال خبراء في القطاع الزراعي إن موجة الحر التي بدأت أمس ومن المتوقع أن تستمر حتى بداية الشهر المقبل سيكون لها آثار وخيمة على القطاع الزراعي.
وذكرت دائرة الأرصاد الجوية، في تنبؤاتها اليومية، إن المملكة تتأثر بموجة حارة وجافة، وستصل درجات الحرارة إلى 39 درجة مئوية اليوم الأحد، بزيادة 7-8 درجات عن المتوسط الموسمي.
وأشار المدير العام للاتحاد العام للمزارعين الاردنيين المهندس محمود العوران، إلى أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة سيؤثر سلباً على إنتاج المحاصيل، ويؤدي إلى نضوج مبكر لبعض الفواكه والخضروات بالإضافة إلى زيادة الكميات التي تدخل السوق المحلي، مما يتسبب في انخفاض حاد في الأسعار التي يحددها العرض والطلب.
كما سيؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب زيادة احتياجات الري. علاوة على ذلك، فإنه سيسبب الآفات والأمراض الزراعية وسيكون من المستحيل التعامل معها لأن المزارعين لا يمكنهم استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة في هذا النوع من الطقس، وفق العوران.
قال رئيس الجمعية الأردنية لمصدري ومنتجي الخضار والفواكه، عبد الله الزبن، إن الزيادة في الإنتاج لن تستمر إلا لفترة قصيرة، يتبعها نقص ناتج عن تلف المحاصيل.
وأضاف الزبن أن "درجات الحرارة المرتفعة تقلل من جودة المحاصيل، وتحرق الثمار، وتتسبب في إجهاض النباتات للزهور، وتعوق قدرة البذور على الإنبات، وتتسبب في تساقط الثمار قبل النضج"، مضيفًا أن جميع المحاصيل ستتأثر بموجة الحر.
وأشار الزبن إلى أن القطاع "لا يمكنه تحمل المزيد من الضربات"، حيث يعاني منذ بداية الموسم.
وأوضح أن تكاليف الإنتاج، التي تشمل الأعلاف والأدوية والعمالة، زادت بنسبة 100 في المائة منذ العام الماضي، ويقوم معظم المزارعين بالفعل ببيع محاصيلهم بأقل من أسعار التكلفة بسبب انخفاض القوة الشرائية والمخاوف من فتح الباب أمام استيراد المحاصيل المتوفرة بالفعل "بوفرة" في المزارع المحلية.
وقال الزبن: "يمكن للقطاع الزراعي أن يغطي كافة احتياجات السوق المحلية، والمتوقعة بالنسبة للمحاصيل الاستراتيجية مثل الحبوب والأعلاف".
وأضاف الزبن أن الزراعة في الأردن "في خطر" حيث سيضطر العديد من المزارعين إلى ترك المهنة بسبب الديون المتزايدة والتحديات المختلفة.
على الرغم من العديد من المحادثات والوعود من قبل وزارة الزراعة لإجراء تغييرات وتحسينات، إلا أننا لم نراها على أرض الواقع. نحن بحاجة إلى المزيد من القوانين التي تدعم المزارعين المحليين.
وبحسب عضو مجلس إدارة نقابة منتجي الدواجن الأردنيين، حسن أبودقر، فإن المزارع الحديثة عادة ما تكون مهيأة بشكل جيد للتعامل مع هذا الوضع، حيث يوجد بها منشآت مغلقة ومكيفة.
وقال أبودقر إنه "مع ذلك، ستجبر موجة الحر المزارعين على تشغيل التكييف لمدة 15 ساعة متتالية تقريبًا في اليوم، حيث تبلغ درجة الحرارة المثالية للدواجن 24 درجة مئوية".
وأضاف أبودقر أن المزارعين يخشون أيضًا انقطاع التيار الكهربائي بسبب الحمل الزائد للدوائر، "مما قد يؤدي إلى كارثة إذا لم يكن لدى المزرعة مولد احتياطي".
كما أشار إلى أن صغار المزارعين الذين يبقون دواجنهم في حظائر مفتوحة "يواجهون مخاطر أكبر" وأنهم ينصحون بزيادة كمية مياه الشرب المقدمة وتجنب إطعام الدواجن في النهار.
وأشار أبودقر إلى أنه سيتعين على جميع المزارعين أيضًا تزويد الدواجن بفيتامين سي ومضادات الحرارة والأسبرين، مبينا أن "هذا الوضع غير مسبوق لأن القطاع لم يتعامل أبدًا مع ارتفاع درجات الحرارة على مدى فترة زمنية".