المطار الإسرائيلي ومسؤولي الفزعة

زيان زوانة 

تناول سياسيون وإعلاميون موضوع المطار، وأقول لهم : توقفوا عن النظر إلى الوراء وتفحصوا خياراتنا للمستقبل وكيف للأردن أن يبلور استراتيجية تحمي مصالحه وتوقفوا عن اللطم وتبادل الاتهامات، ولا تختبؤا وراء سواتر لا تستر واسألوا أنفسكم لماذا يذهب العالم والأردنيون سائحين إلى شرم الشيخ وتركيا، وتعلموا من الدروس المستفادة: - بتحسين وتسريع إجراءتنا وخدماتنا وتخفيض تكاليفها على الجسور وفي كل موقع سياحي - لا تهددّوا ابنائكم الفسطينيين فهذا هدف إسرائيل.

لا تتساءلوا يوما عن زيادة عدد المتنقلين على الجسور بتلميح هجرتهم لأرضهم ، فأنتم تعلمون أنهم صامدون عليها منذ عشرات السنين - إبقوا على مسافة واحدة مع مكونات الفلسطينيين ، فالحقائق التالية معروفة: - إسرائيل محتلة للأرض العربية الفلسطينية وغيرها - ولها سلطة القرارعليها وما عليها - وإسرائيل تهددنا صباح مساء - وأن تحفيز الإنقسام العربي صنعة إسرائيلية ثابتة - وأن الإسرائيليين منقسمون داخليا وخارجيا - وأن لا فرق بالنسبة لنا بين يمينهم ويسارهم ويمين يمينهم.

 فهم جميعا متفقون على تصفية القضية العربية الفلسطينية - ولن يكون ذلك إلا على حساب الأردن - وإسرائيل تتحكم بالحدود الفلسطينية الأردنية من جانبها - والسلطة الفلسطينية لا سلطة لها - والسلطة تنسقّ أمنيا مع إسرائيل وتقول: لست الوحيدة الملتزمة بالتنسيق الأمني مع إسرائيل - ونعلم نظرة الفلسطيني السلبية للسلطة ورموزها - وأن الداخل الفلسطيني منقسم ومؤهل للمزيد  - وأن أطرافه منخورة بأمراض الحكم وفساده وتعتمد على الخارج عربيا وغير عربي - وأن فلسطينيي 48 والشتات لهم أوضاعا يتعاملون مع إسرائيل على ضوئها - وأن الفلسطينيين لم يتوقفوا يوما عن مقاومة المحتل - وأننا صمتنا على اعتراضنا على إنشاء المطار - وأننا حصرنا علاقتنا بسلطة فلسطينية لا تملك سلطة - واختصرنا لحدّ العدم علاقاتنا مع الشعب الفلسطيني في الداخل - وأننا أردنيون وفلسطينيون محكومون بعلاقة وجودية مصيرية يحكمها التاريخ والجغرافيا مهما برع بعض السياسيون والإعلاميون بترويج العكس، وغير ذلك الكثير.