أولياء الأمور في مواجهة الحكومة.. أزمة تطرق أبواب المدارس
خاص - تلقي أزمة انتقال الطلبة من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية بظلالها مطلع كل عام دراسي حتى أصبحت خلال الأعوام الأخيرة ظاهرة صعبة تؤرق مدارس وزارة التربية بسبب حجم الانتقالات وأعداد الطلبة المنتقلين.
ففي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة التربية أنه منذ بدء جائحة كورونا عام 2020 واستمرارها عام 2021 انتقل إلى مدارسها حوالي 200 ألف طالب وطالبة من المدارس الخاصة بسبب توقف التعليم الوجاهي والانتقال إلى التعليم عن بعد وعبر المنصات الإلكترونية.
وتجاوزت الوزارة الأزمة في ذلك الوقت بسبب عدم وجود دوام في مدارسها إلا أنها تواجه المشكلة اليوم بعد عودة الدوام الوجاهي بشكل كامل، حيث المدارس المكتظة والصفوف الممتلئة لدرجة تفوق طاقتها الاستيعابية وخيارات النقل مستمرة بلا توقف واعداد المنتقلين بالآلاف.
وأشار المحاسيس في تصريحات لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، إلى أنه كان لا بد من العمل على حل هذه المشكلة منذ شهور وليس بالتزامن مع بداية العام الدراسي.
وبين المحاسيس أن الحلول التي تضعها الوزارة غير فعالة وتضيف أعباء جديدة على قطاع التعليم خاصة فتح المدارس للفترة المسائية لاستيعاب حجم التنقلات حيث أن هذه الفترة تحتاج إلى توفير كوادر تعليمة وتدريبها أيضاً.
ونبه المحاسيس إلى أنه من المشكلات التي تواجه دوام الفترة المسائية هي التوقيت الشتوي ودخول فصل الشتاء الذي يشكل أعباء في وصول الطلاب وعودتهم إلى المنازل قبل حلول الظلام، إضافة إلى تأثير فترة المسائي على دوام الفترة الصباحية خاصة على طلاب الثانوية العامة كونها تؤثر على نصاب الحصص.
حلول عاجلة
ويرى المحاسيس أنه لا بد من التعاون بين وزارة التربية والوزارات والمؤسسات الحكومية من خلال التشاركية في استغلال مبانيها واستخدامها كمدارس او استئجارها .
وبين المحاسيس أنه لا بد من التفكير باستغلال أي مساحات في المدارس الحكومية خاصة غرف المقاصف وغرف الإدارة والغرف المغلقة أو من خلال زيارات مديريات التربية للبحث عن غرف صفية قريبة من المدرسة ويمكن استغلالها حتى لو كانت تابعة لمؤسسات حكومية.
900 غرفة صفية لمواجهة الأزمة
تشير الأمين العام لوزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية، الدكتورة نجوى قبيلات، إلى أن المدارس تعاني اكتظاظا كبيرا بسبب موجة الانتقال المستمرة من المدارس الخاصة إلى الحكومية، مشيرة إلى أن الوزارة هذا العام قبلت حوالي 7500 طلب انتقال، في حين وضعت نحو 10 آلاف طالب على قوائم الاحتياط.
وقالت ، إن الوزارة تنبهت للأزمة في وقت مبكر وأحالت عدد من العطاءات التي تم من خلالها بناء حوالي 900 غرفة صفية جديدة وحوالي 13 مبنى مدرسي جديد وذلك لاستيعاب حجم الزيادة الكبيرة في المدارس الحكومية.
وأكدت قبيلات أن المدارس الحكومية من الصعب عليها استيعاب هذا العدد الكبير من الطلاب ولا حلول أمامها إلا افتتاح مدارس للفترة المسائية لاستيعابهم.
معاناة الأهالي
وتروي والدة إحدى الطالبات التي فضلت عدم ذكر اسمها، قصتها مع قبول ابنتها في إحدى المدارس الخاصة، حيث أكدت أن المدرسة الحكومية قريبة جد من مكان سكنها بمسافة لا تتجاوز 200 متر تقريباً، إلا أن مديرة المدرسة ترفض قبول ابنتها على برنامج الدوام الصباحي بسبب اكتظاظ المدرسة.
واكدت أنها لا تستطيع تسجيل ابنتها على نظام المسائي لأسباب عديدة أولها صعوبة إرسال الطالبة وقت بدء الدوام الساعة الثانية عشر ظهرا حيث تكون هي وزوجها في العمل.
وتضيف أن معاناتها مع المدرسة تسبب في عدم تمكنها من نقل ابنتها مما دفعها للاستمرار في تسجيلها بمدرسة خاصة وتحمل الأعباء المالية رغم أن المدرسة الحكومية قريبة جدا من بيتها وسكنها.