جمعية بئر الشامية في معان.. من رحم المعاناة يولد الأمل

عماد عبدالكريم

جهود حثيثة وواضحة يلمسها منتسبو جمعية بئر الشامية التعاونية الزراعية /  معان  وأصحاب البساتين فيها خلال الفترة الماضية.

وقال رئيس الجمعية محمد ذياب النسعة، إن الجمعية تهدف إلى تنمية روح التعاون بين أعضائها، إضافة إلى ادارة مرافق البئر الارتوازي الخاص بري بساتين معان الشامية، والعمل على تطوير شبكات الري وتقديم الخدمات للمزارعين، وتعمل الجمعية منذ سنوات على تحسين الواقع الزراعي وإيجاد بيئة زراعية متطورة تقوم على الحفاظ على الزيتون الروماني القديم الذي تصل أعماره لأكثر من 300 سنة، بالإضافة لأشجار الرمان الكرز النخيل وغيرها .

ويضيف النسعة في تصريحات لـ"أخبار الأردن" أن الجمعية عملت على الحفاظ على بساتين معان الشامية والتي تحتوي على  أشجار الزيتون والنخيل والرمان والتين والقرايص والمشمش والكرز وغيرها من الأشجار المثمرة، حيث أن أعداد المنتسبين بالجمعية للبساتين يبلغ حاليا قرابة 96 منتسبا يستغلون أكثر من 120 بستانا بالإضافة لعدد من المزارع الصغيرة الناشئة .

تأسيس الجمعية 

وبين النسعة أن تأسيس جمعية بئر الشامية التعاونية الزراعية متعددة الأغراض في معان، هي إحدى الجمعيات والتي تعمل تحت مظلة المؤسسة التعاونية بالمملكة الأردنية الهاشمية، وقد تأسست عام 2001م بدعم من الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية، ومقرها حي الشـامية بمدينة معان، حيث تم تسليم محتويات البئر ومقره لمنتسبي الجمعية لإدارة البئر والحفاظ عليه وهم من اهالي منطقة معان الشامية بكافة عشائرها الأربعة الكبرى (عشيرة آل الحصـان، عشيرة القرامسـة، عشيرة المحاميد، عشيرة الخورة)، والتي تمثل ربع سكان المدينة .

ويشير رئيس الجمعية إلى أن تأسيس الجمعية جاء بعد جفاف اغلب عيون وينابيع المياه بمنطقة بساتين معان الشامية والتي يتجاوز عددها 6 عيون، حيث اتجه الأهالي نحو الدولة لتقديم العون لهم للحفاظ على البساتين من الجفاف وقد تمت الموافقة على حفر بئر ارتوازي للحفاظ على هذه البساتين والتي يعود عمرها لأكثر من 300 سنة والتي تعتبر إرث حضاري وتاريخي ليس لمدينة معان فحسب بل للوطن بشكل عام، بالإضافة للمساهمة بري بعض المزارع الصغيرة الناشئة والتي لا يتجاوز عمرها 35  عاما .

وبين أنه خلال فترة قصيرة تم تحقيق كثير من الأمور منها القيام بتنفيذ مشاريع الجدران الاستنادية للحفاظ على الأشجار ومنع انجراف التربة للبساتين والتي تم تنفيذها ضمن موازنة مجلس محافظة معان ( اللامركزية ) والخاص بقطاع وزارة الأشغال العامة وبكلفة 86 ألف دينار وطول 136 بارتفاع 4 أمتار للبساتين التي لحقت بها اضرار من جراء السيول المتتالية، مما ساهم في حماية البساتين ومنع انجراف التربة وإعادة احيائها .

وأكد على سعي لجنة الإدارة على استكمال مشاريع الجدران الاستنادية حيث تم رصد وطرح عطاء بمبلغ 25 الف دينار بموازنة العام الجاري من خلال موازنة مجلس المحافظة (اللامركزية) ضمن مخصصات بلدية معان الكبرى والتي ستشرف على التنفيذ.

كما اكد النسعه  على انه تم إنجاز المرحلة الأولى من انشاء مشروع الطاقة الشمسية والذي تم رصد مبلغ مالي له مقداره (10) عشرة الاف دينار  من موازنة مجلس المحافظة ( اللامركزية ) لعام 2022م ضمن مخصصات وزارة الزراعة، حيث توفر المرحلة الأولى  ما مقداره 40٪ من فاتورة الكهرباء الشهرية.

وشدد على أن لجنة الإدارة في الجمعية تسعى لاستكمال  تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع  ، والذي تمت الموافقة عليه ضمن موازنة عام 2023م لمجلس محافظة معان ( اللامركزية ) بتخصيص مبلغ مالي (10) الاف دينار، ضمن مخصصات القطاع الزراعي للمحافظة .

كما تم العمل وبدعم  من بلدية معان الكبرى وكوادرها على تنظيف عدد من الساحات المجاورة للبساتين والمليئة بالأتربة ومخلفات تنظيف البساتين لتصبح مكان لاصطفاف السيارات للأهالي لغايات التنزه بالبساتين، بالإضافة لتنظيف برك المياه القديمة وقنوات المياه والحفاظ عليها.

 

زراعات مميزة 
الحاج محمد متروك الخورة أحد اصحاب البساتين يقول أن البساتين تحتوي على بعض الزراعات وأشجار متنوعة وذات انتاج مميز مثل الزيتون والذي يغطي احتياجات المنطقة ويتم بيع جزء آخر منه  ليشكل مصدر دخل جيد للمزارعين، وأشار الى ان من أهم الزراعات التي يتم التركيز عليها زراعة أشجار الزيتون الرومي القديم ،واشجار الرمان والتين إضافة إلى أشجار النخيل التي تنتج ثمار التمر.

 

أما الشاب محمد المحاميد، أحد اصحاب البساتين، يقول إنه يقوم بزراعة الذرة بالإضافة  لبعض المزارعين لتكون مصدر دخل بسيط لهم في ظل الظروف المالية الصعبة والتي يمر بها غالبية الشباب  من بطالة وفقر.

وأشار الحاج محمد العبد عوجان إلى ضرورة دعم المزارع  للعناية  بشجرة القرايص أو ما تسمى بالقراصيا وهي شجرة مشهورة في معان وأخذت بالتلاشي رغم البيئة المناسبة لزراعتها بالمدينة، والتي فشلت زراعتها في عدة مناطق بالأردن  .

دعم الشركات والقطاع الخاص

وناشد امين الصندوق بالجمعية يوسف ابراهيم المحاميد الشركات  الكبرى  والأخرى العاملة بالمحافظة الى توفير الدعم اللازم للجمعية لتقوم بتقديم خدماتها للمزارعين  ، والذي لم تتلقى أي منه على مدار أكثر من عشرين عام  ، خاصةً عند حدوث اعطال  بالمضخة الغاطسة اسفل البئر والتي تحتاج لمبلغ مالي كبير لشرائها وتركيبها ،  علماً أن  البئر والذي تديره  الجمعية هو الشريان الرئيس لتزويد المزارعين بالمياه لري بساتينهم القديمة والحفاظ عليه والتي هي ارث حضاري وتاريخي .

وأشار إلى ان الجمعية تسعى لتلبية احتياجات أساسية لها مثل مضخات غاطسة  وسطحية وخطوط مياه وصيانة وغيرها، بالإضافة الى الكلفة التشغيلية لها ومنها فواتير كهرباء  وغيرها ، والتي ترهق كاهل الجمعية لعدم وجود التمويل المالي لها وللمزارعين لغايات تطوير وتحسين مستوى الإنتاج في مزارعهم ، اضافة الى الحاجة للدعم لغايات تطوير البنية التحتية وإقامة المساحات الخضراء واحياء بعض البساتين المهدمة، وتحسين شبكات الطرق والمواصلات وشبكات الري باستخدام التقنيات الحديثة المتطورة.