في هجو القاتل المجّاني
يوسف غيشان
لا تقولوا لي بأني تأخرت في الكتابة عن موضوع إطلاق النار المكثف فرحا بنتائج التوجيهي فما كان مقالي ولا كتابات غيري ولا تحذيرات الأجهزة الأمنية تنفع مع هؤلاء الجهلة القتلة، لكني أسجل رسالتي هنا في هجوهم لعلها تؤثر على أحد ما في فرح قادم:
انت يا من أطلقت وتطلق الرصاص الحي ابتهاجا بنتائج التوجيهي أو بغيره .... انت مجرد قاتل .... لست حتى قاتلا مأجورا، فالقاتل المأجور – على الأقل-يقتل من أجل هدف (المال)، أما أنت فتقتل مجانا، لا بل تستدين ثمن الطلقات لتكون قاتلا محتملا لطفلة في المهد أو لطالب التوجيهي الفرحان بنجاحه، أو لأي هدف عشوائي يقع في محيط سقوط طلقة الموت الصادرة منك.
أعرف أن الجهل والعنجهية ووطأة العادات المتوارثة قد تكون من الأسباب التي تدفعك لتكون قاتلا مجانيا، لكن هذا لا يعطيك الحق اطلاقا في تهديد حياة الآخرين، فكيف بقتلهم عشوائيا؟
أعرف أنك ما تزال تعتقد ان الصبايا ينظرن اليك بإعجاب وانذهال، لمجرد أنك تطلق النار، لكنك واهم وألف واهم: اللواتي كن ينظرن باعجاب الى مطلقي النار هن بجيل جداتك وجداتهن، حيث كانت الناس قلة والفضاءات واسعة، والبنادق أقل فتكا، ولم يكن يقتنيها إلا الأثرياء.
أما صبايا اليوم-أيها القاتل المجاني -فلا أراهن إلا مذعورات وخائفات من مطلقي الرصاص الحي أمثالك، لا بل ويتجنبنهم تماما، لأنهن يعرفن أن إطلاق الرصاص الحي في الأفراح ما هو إلا تعبير عن جهل وعنجهية ورعونة، ولا يرغبن أن يتصف بها الشاب الذي يعجبن به...انظر حولك أيها القاتل وانظر ما تنشره من رعب في عيون الصبايا والأطفال.
أنت قاتل لمجرد أنك حملت السلاح وأطلقت النار في الفضاء لتسقط الطلقة على من حولك.
انت قاتل جماعي
قاتل
مجرم
مجرم قاتل