بعكس ما روجت له الحكومة.. الأردنيون يعبرون الصيف بوضع مائي مرتاح
اخبار الاردن – خاص
تستغرب أوساط شعبية وإعلامية من حجم الحملة التي قادتها الحكومة في وقت سابق بشأن سوء الواقع المائي الذي ستشهده المملكة خلال فصل الصيف، مشيرين إلى أن الوضع لا يزال مستقر رغم أن فصل الصيف شارف على الانتهاء.
التحذيرات الحكومية أعطت قناعة لدى الشارع الأردني بحصول أزمة وشح كبير خلال فصل الصيف، الأمر الذي لم يحدث بتاتاً وان التدفق والمائي استمر خلال الفترة الماضية باستثناء بعض الحالات في المناطق محدد ولم تستمر طويلاً.
وتشير بعض الأوساط إلى أن سياسة الحكومة في التذمر والتحذير من الواقع المائي كان لأهداف سياسية بحته وهي إقناع الشارع الأردني في الاتفاقية المعروفة بـ (اعلان النوايا) الذي كان يفرض على الأردن توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وتوريدها لإسرائيل مقابل الحصول على كميات كبيرة من المياه من الجانب الإسرائيلي.
الطقس عكس التوقعات
و اعتبر الخبير في القطاع المائي إلياس سلامة، أن حالة الطقس التي شهدها الأردن خلال الفترة الماضية ساعدت بشكل كبير على تجاوز أزمة المياه، مشيرا إلى أن المملكة لم تشهد طقسا حارا وجافا كما يتوقع، و بالتالي لم يكن هناك استهلاك كبير للمياه.
وأشار في تصريحات لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، إلى أن المواطن لعب دورا كبيرا في الحفاظ على المياه من خلال الاستجابة إلى التحذيرات الحكومية والترشيد الكبير في الاستهلاك، مما ساهم بوقف الهدر المائي وتوفير المياه.
وأوضح أن وقف الاعتداءات على الشبكات الرئيسية، ساعد بشكل كبير في التخفيف من الوضع المائي الصعب، مشيرا إلى أن إحدى هذه الاعتداءات كشفت أن أحد الأشخاص، قام بالاستيلاء على حولي ٦ آلاف متر مكعب يوميا من المياه، وهذا رقم كبير جدا يوازي استهلاك محافظة كاملة.
هل استوردت الحكومة المياه ؟
وبين سلامة إن الواقع المائي الذي مر به الأردن يستوجب التفكير في طريقة توفير المياه قائلاً لا نعلم إذا تم الاستيراد من جهات خارجية ام لا !
وأكد أن الحكومة منعت إقامة الآبار الجديدة، وقامت بوقف الضخ من الآبار المقامة، و بالتالي لم نعرف كيف تم توفير الكميات من المياه على عكس توقعات الحكومة وتحذيراتها من واقع مائي صعب خلال الصيف.
تجاوزنا الأزمة
وتؤكد سوزان فؤاد الكيلاني، المستشارة في إدارة جودة المياه، أن الأردن يعمل على تجاوز أزمة شح المياه من خلال عدة إجراءات كان أبرزها وقف الهدر والحفاظ على المياه من خلال اطلاق التحذيرات المبكرة بهدف الحوز على تعاون المواطنين.
وبينت في تصريحات لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، أن وزارة المياه عملت بشكل شفاف واعطت المواطن الأردني تفاصيل الواقع المائي حتى يتم الالتزام بالتعليمات ووقف الهدر المائي الذي نشهده في كل فصل صيف.
وحول التحذيرات الحكومية ومدى انسجامها مع الواقع المائي، قالت بالفعل كان هناك نقص في المياه وكان هناك شح وخلل في بعض المناطق من العاصمة وغيرها من المحافظات ، لكن تم التعامل مع النقص الحاصل بسرعة وأوشكنا ان نعبر هذا الصيف بأمان.
وبينت الكيلاني أن حصول الأردن على حصته من المياه من بحيرة طبريا والحصول على كميات اضافية عند الحاجة أمر قديم ومعروف.
وشددت على أن الوزارة والأجهزة المعنية ضبطت كثيرا من الاعتداءات على مصادر المياه،مما ساهم في توفير كميات إضافية للمواطنين .