الأردن والبحرين: أي طرح غير حل الدولتين تنظير عبثي لا يقدم ولا يؤخر

 أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير خارجية مملكة البحرين الشقيقة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، اليوم، محادثات ركزت على خطط تعزيز التعاون والتنسيق بين المملكتين الشقيقتين واستعرضت أيضاً التطورات الإقليمية والدولية. 

وأكد الوزيران خلال لقائهما في وزارة الخارجية الحرص المشترك على توسعة آفاق التعاون في مختلف المجالات وبما يعكس عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي يرعاها جلالة الملك عبدالله الثاني وأخوه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة. 

واتفق الوزيران على عقد اجتماعات دورية في سياق آليات مؤسساتية بين الوزارتين والتحضير لعقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، وعلى بحث توقيع عديد اتفاقيات تسهم في تعزيز التعاون وتنمية العلاقات بين البلدين اللذين يحييان هذا العام الذكرى الخمسين لتأسيس علاقاتهما الدبلوماسية. 

كما بحث الوزيران عديد قضايا إقليمية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، والجهود المبذولة لحل الأزمات الإقليمية وتفعيل العمل العربي المشترك، ومحاربة الإرهاب، وانعكاسات الأزمة الأوكرانية. 

وفي تصريحات صحافية مشتركة، قال الصفدي إن المحادثات "ركزت على سبل النهوض بهذه العلاقة التاريخية المتميزة التي تجمع المملكتين الشقيقتين، والتي يرعاها صاحبا الجلالة بكل حرص لتطويرها والمضي بها نحو آفاق أوسع من التعاون وبما يعكس عمق هذه العلاقة وتاريخيتها واستراتيجيتها".  

وأضاف الصفدي "تحدثنا بشكل مفصّل في البعد الثنائي، واتفقنا على العمل باتجاه مأسسة عملية المشاورات بين الوزارتين والتحضير لاجتماعات عملانية قطاعية بين البلدين، بحيث نمضي بمساحات تعاون واضحة سواءً في المجال التعليمي، والاستثماري، والاقتصادي، والسياحي وغيره من المجالات".

وقال الصفدي إن الوزارتين ستعدان خلال شهر خريطة طريق واضحة لكيفية التقدم نحو مستقبل يسوده "تعاون أكثر وأوضح، وتحديداً في هذا العام الذي نحتفل فيه بالذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين".

وأكد الصفدي أن "توجيهات القيادة لنا واضحة: علينا أن نعمل بشكل مكثف وبشكل واضح وبشكل عملاني باتجاه تفعيل التعاون بجميع المجالات حتى نعكس على الأرض عمق العلاقة وحميميتها وتاريخيتها". 

وأضاف أنه بحث ونظيره البحريني القضايا الإقليمية والتحديات المشتركة "ونحن متفقان على ضرورة العمل من أجل تفعيل العمل العربي المشترك بما يساعدنا على التعامل مع عديد التحديات التي تعصف بالمنطقة".

وزاد الصفدي "تقدمت القضية الفلسطينية، قضيتنا المركزية الأولى، المحادثات التي أجريناها في الشأن الإقليمي. ونحن أكدنا معاً أن السلام العادل الشامل الذي نريده لن يتأتى إلا من خلال تلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمها حقه في الحرية والاستقلال على ترابه الوطني، على أساس حل الدولتين، ووفق المرجعيات المعتمدة و مبادرة السلام العربية".

وأضاف أنه وضع الزياني "في صورة الجهود التي تقوم بها المملكة من أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة تأخذنا باتجاه تحقيق السلام الشامل على أساس حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧". 

وشدد الصفدي "لا حل آخر لهذا الصراع. وإذا لم يتحقق حل الدولتين فنحن ذاهبون باتجاه حال الدولة الواحدة، التي ستكرس الأبارتايد، وهذا أمر لن يؤدي إلى السلام". 

وقال الصفدي إن "أي طرح غير طرح حل الدولتين هو تنظير عبثي لا يقدم ولا يؤخر" وزاد "كلنا نريد السلام، نريد السلام عادلاً نريد السلام شاملاً، وحتى يكون عادلاً وشاملاً لا بد أن يتحقق لأشقائنا في فلسطين حقهم في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة". 

كما أكد الصفدي "ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك من أجل حل الأزمة السورية عبر حل سياسي يضمن وحدة سوريا واستقلالها، ويخلصها من الإرهاب، ويضعها مرة أخرى على طريق استعادة الأمن والبناء".

وأضاف الصفدي "أكدنا دعمنا للعراق الشقيق وأمنه واستقراره، وأيضاً رحبنا بالهدنة التي تم التوصل إليها في اليمن، والتي ندعو إلى أن تتطور إلى حل سياسي شامل وفق المرجعيات المعتمدة، وبما ينهي الكارثة في اليمن، ويضمن أمن أشقائنا ومصالحهم في الخليج العربي". 

وأشار الصفدي "في كل ما تحدثنا به، الحوار عَكَسَ الرؤى المشتركة، وعكس العمل المشترك من أجل خدمة قضايانا العربية، من أجل حل أزمات المنطقة، ومن أجل العمل على تفعيل العمل العربي المشترك بشكل مؤسسي وبشكل عملاني وبما ينعكس بالخير على المملكتين الشقيقتين وعلى المنطقة برمتها".

بدوره، أعرب وزير الخارجية البحريني عن سعادته بزيارة المملكة "التي نكن لها بمملكة البحرين خالص المحبة والتقدير والاحترام في إطار ما يربط بين بلدينا الشقيقين من علاقات أخوية تاريخية وثيقة ومتميزة، في ظل الرعاية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين المعظم وأخيه صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظهما الله".

وأضاف الزياني "أتطلع للتشرف اليوم بمقابلة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم لأنقل إلى جلالته تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء حفظه الله وتمنياتهما لجلالته بموفور الصحة والعافية وللمملكة الأردنية الهاشمية وشعبها الشقيق دوام النمو والازدهار، وتأكيد موقف مملكة البحرين الثابت الداعم والمساند للمملكة الأردنية الهاشمية بكل ما يحقق أمنها واستقرارها وازدهارها". 

وقال الزياني "عقدنا وأخي معالي الوزير اليوم جلسة مباحثات بناءة ومثمرة تناولت مسار علاقات التعاون المشترك، وسبل توسيع آفاقه إلى مستويات أشمل بما يلبي تطلعات البلدين والشعبين الشقيقين"، مشيراً إلى أنه تم تدارس "سبل تعزيز التعاون الثنائي والفرص المتاحة لتنمية وتطوير التعاون في العديد من المجالات في إطار ما يربط بين البلدين من اتفاقات ومذكرات تفاهم تشمل مختلف المجالات الحيوية وبما يعود بالخير والمنفعة على البلدين والشعبين الشقيقين". 

وأكد الزياني أنه اتفق مع الصفدي "على تكثيف التواصل لتعميق التعاون السياسي والدبلوماسي بين وزارتي الخارجية في البلدين، وزيادة التنسيق المشترك، وتوحيد المواقف في كافة المحافل الدولية في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات كبرى وأزمات وصراعات، تتطلب الكثير من الاهتمام والمتابعة واستمرار التشاور".

وأضاف وزير الخارجية البحريني أنه "على مستوى التعاون المشترك السياسي والدبلوماسي فقد بحثنا تطورات الأوضاع والتحديات والأزمات التي تواجه دول المنطقة، وتهدد أمنها واستقرارها ونماءها، وأكدنا أهمية مواصلة التنسيق والتعاون المشترك لدعم كافة الجهود والمساعي الهادفة إلى التوصل إلى حلول سياسية ترسخ السلم والاستقرار والازدهار لصالح جميع دول وشعوب المنطقة". 

وأشار الزياني إلى أنه جرى استعراض "مخرجات قمة جدة للأمن والتنمية، التي شارك فيها أصحاب الجلالة والسمو والفخامة، قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية العراق، والولايات المتحدة الأمريكية. وأكدنا ضرورة متابعة التنسيق الثنائي لتنفيذ تلك المخرجات، والاستفادة من الأجواء الإيجابية التي أتاحتها القمة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الدول المشاركة والولايات المتحدة". 

وأضاف "تدارسنا عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها القضية الفلسطينية، والحرب في اليمن، والملف النووي الإيراني، والحرب في أوكرانيا، والأمن الغذائي العالمي، وأزمة الطاقة، وغيرها من القضايا المهمة التي باتت محل قلق دولي". 

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال الزياني "موقف البلدين تجاهها ثابت ودائم، ويدعو إلى ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط، من أجل التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وفقاً لمبدأ حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية. وأعربنا عن التقدير للجهود الحثيثة التي قامت بها جمهورية مصر العربية لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضرورة استدامته لصالح الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".

وأضاف "أكدنا كذلك على أهمية العمل المشترك لدعم جهود إحلال السلام، وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي والإخاء بين أصحاب الأديان والمعتقدات، ومحاربة الفكر المتعصب والتنظيمات الإرهابية، لما تشكله من خطر على أمن المنطقة واستقرارها".