الأرض تبرد.. تقرير يتوقع شتاء قاسيا في المنطقة
قال المهندس أحمد العربيد، من المركز العربي للمناخ، في تقرير، إن تنامي ظاهرة "اللانينا" بشكل مفاجئ ينذر بشتاء قاسي مقبل على المنطقة.
وتعني ظاهرة "اللانينا" انخفاض بدرجات حرارة سطح المياه في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادي.
ووفق التقرير، فإنه واستناداً الى آخر القراءات للمنطقة 3.4 من المحيط الهادئ والتي تقاس عليها ظاهرة النينو (الدفئ) واللانيا (التبريد)، تبين ان المنطقة بدأت تشهد تبريدا ملحوظا وملفتا بحيث ان منحنى القياس انحدر خلال هذا الأسبوع لينقل المنطقة المذكورة من نقطة التعادل/ السلبية الخفيفة الى اللانينا الواضحة، والمقصود هنا زيادة التبريد السريع في المنطقة 3.4.
وكانت التوقعات مؤخراً تشير الى اتجاه المنطقة 3.4 من المحيط الهادئ نحو ظاهرة النينو (الدفئ)، واستبعدت ظاهرة اللانينا (التبريد) نظراً لان هذه الظاهرة اثرت على الكوكب خلال العامين الماضيين بشكل متتالي، وهذا حقيقة نادر الحدوث، والسبب يعود الى أن النمط السائد هو تأثير ظاهرة اللانينا (التبريد) لعام واحد فقط ثم تتجه المنطقة 3.4 من الهادئ صوب النينو (الدفئ)، وفق التقرير.
وبحسب المهندس العربيد، فإن المميز والمثير للجدل هو ان موسم الشتاء المقبل على ما يبدو سيكون مخالف لتوقعات مراكز المناخ والطقس العالمية، بحيث ان ظاهرة اللانينا حسب آخر القراءات ستسود للعام الثالث على التوالي مما يدل على ان الأرض تشهد تبريدا ملحوظا وكبيرا ومستمرا، خصوصاً ان ظاهرة اللانينا وحسب من يؤيدون قضية الاحتباس الحراري كان من المفروض ان تختفي منذ 10 سنوات.
وتشتهر ظاهرة اللانينا بانها تحول الاجواء في النصف الشمالي من الأرض لتصبح اكثر برودة عن المعتاد، بحيث انها تساهم في زيادة قوة الكتل الهوائية الباردة وزيادة فرص حدوث النزولات القطبية القوية صوب العروض المتوسطة بشكل آكبر .
كيف ستؤثر ظاهرة اللانينا على شتاء المناطق العربية المقبل؟
قال التقرير إنه بعد مراقبة مستمرة لهذه الظاهرة وتحديدا للوجه البارد منها، اصبح لدى المركز معرفة جيدة لقياس تأثير هذه الظاهرة على منطقتنا، والوجه البارد للمنطقة 3.4 من الهادئ من المحتمل ان يكون هو السائد خلال الشتاء المقبل بمشيئة الله.
هذا يؤدي الى موسم شتاء ابرد من المعتاد في النصف الشمالي من الأرض، ويشمل المناطق العربية، وبعد دراسة مستفيضة قام بها المركز العربي للمناخ للارشيف المناخي ولتأثير هذه الظاهرة علينا، استنتج أن وجه اللانينا "ليس له علاقة مباشرة بمعدلات الأمطار" بشكل عام في مناطقنا، ولكن يرتبط ارتباط غير مباشر في معدلات درجات الحرارة.
بالنسبة لبلاد الشام ومصر والعراق وشرق ليبيا، يمكن ملاحظة أن ظاهرة اللانينا تأثيرها عشوائي على معدلات الامطار فهنالك الكثير من المواسم التي كانت فيها المعدلات العامة اعلى من المعدل ومواسم حول المعدل ومواسم اقل من المعدل منذ عام 1950 وحتى الآن اثناء تأثير هذه الظاهرة. وهذا ينفي بشكل قطعي المعلومة المغلوطة والتي تفيد بان ظاهرة اللانينا تتسبب بامطار اقل من المعدلات العامة في مناطق بلاد الشام ومصر والعراق، وفق التقرير.
النتيجة، تاُثير ظاهرة اللانينا على معدلات الامطار بمنطقة بلاد الشام وما حولها عشوائي، وليس هنالك علاقة واضحة ما بين معدلات الامطار وهذه الظاهرة باستثناء انها تتزامن مع حدوث عدد اكبر من حالات عدم الاستقرار الجوي يزيد عن الوضع الطبيعي وهذا بسبب الفروقات الحرارية التي تنشأ نتيجة التبريد الكبير خصوصا في الطبقات السطحية عند تحول وجه الرياح الى شمالي شرقي (سيبيري).
اما من ناحية البرودة، قال المركز إن أرشيفه المناخي يشير الى ان ظاهرة اللانينا تسببت بمواسم ابرد من المعتاد في بلاد الشام (الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان) ومصر والعراق وشرق ليبيا .
ايضا تميزت مواسم اللانينا المتطرفة بانها قد ارتبطت مع حدوث عواصف ثلجية باردة جدا في اغلب السنوات، اضافة الى انها قد تسببت بتشكل موجات طويلة الامد من الصقيع والانجماد وبشكل متكرر ومبكر بدأت من شهر تشرين الثاني نوفمبر واستمرت على فترات حتى شهر شباط فبراير وهذا بسبب سيطرة الوجه الشمالي الشرقي الذي يجلب معه درجات برودة شديدة الانخفاض وهو رد فعل للانينا، وخير دليل على هذا الكلام موسم الشتاء الماضي 2021/2022 والذي تأثرت فيه المنطقة بنزولات قطبية لم تنقطع منذ بداية هذا العام 2022 وحتى شهر 4، وتعرضنا لعاصفة ثلجية تسببت بتراكمات ثلجية كبيرة في وقت قياسي وادت الى تكسير الاشجار في مختلف مناطق العاصمة عمان .