خبراء يدقون ناقوس الخطر.. البطالة تهدد مستقبل الشباب

 

يشكل الشباب 2.2 مليون من سكان الأردن، أي ما يقرب من خُمس إجمالي السكان، ومن بين هؤلاء، 40 في المائة عاطلون عن العمل ويبحثون عن وظائف، وفقا للإحصاءات الصادرة عن المجلس الأعلى للسكان.
 
وشدد الخبير في علم الاجتماع حسين الخزاعي، على أن نسبة 40 في المائة "مقلقة، خاصة وأننا نعلم أن 87 في المائة من النساء الحاصلات على درجة البكالوريوس عاطلات عن العمل".

وقال الخزاعي: "نصفهن (نساء) في أسر لا يوجد فيها رجل يعولهن"، مشيراً إلى ضرورة أن تجد هؤلاء النساء وظائف.

وبينما تشير الأرقام الرسمية إلى أن 23 بالمائة من خريجي الجامعات مسجلين في ديوان الخدمة المدنية، قال "76 بالمائة من الشباب إنهم لا يسجلون في الديوان"، وقال الخزاعي إن "هذا هو السبب في أن الأرقام المنشورة ليست دقيقة".

وألقى عالم الاجتماع حسين محادين باللوم على البطالة في التغيرات الاجتماعية والاقتصادية من الخصخصة المتسارعة، حيث تخلت الحكومة عن دورها في خلق فرص العمل. وفي غضون ذلك، استثمر القطاع الخاص في الكفاءة والإنتاجية والربحية.

وقال الخزاعي إن قلة فرص العمل ومعدل البطالة "يجبران الشباب على الهجرة بحثًا عن وظائف وتقدير أفضل لذاتهم، والاعتماد على أنفسهم".

وأظهر استطلاع حديث نشره مركز "الباروميتر العربي" حول الهجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن ما يقرب من نصف الأردنيين، 48 في المائة، يريدون الهجرة. من بين هؤلاء، 93 في المائة يقولون إنهم يريدون الهجرة لأسباب اقتصادية.

وكشف الاستطلاع نفسه أن 63 في المائة من الراغبين في الهجرة تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 سنة، و 56 في المائة منهم من الرجال.

واتفق محادين مع رأي الخزاعي بالقول إن "البطالة تؤثر على الفرد والمجتمع من خلال فرض التفكك الاجتماعي والتسبب في انهيار القيم والعادات، وهذا واضح من خلال معدلات الهجرة المرتفعة".

وقال الخزاعي إن متوسط سن الزواج يتأثر أيضا بالبطالة، "بالنسبة للرجال، يبلغ متوسط سن الزواج الآن 31 سنة وللنساء 27". مضيفا أن البطالة "ستزيد من معدلات الطلاق ورفض فكرة بناء الأسرة".

وأكد الخزاعي أن البطالة تقود الشباب أيضًا إلى "عدم الثقة بمؤسسات الدولة، والوقوع في الاكتئاب، والاستياء من المجتمع".

وقال محادين إن الافتقار إلى الفرص يجعل الشباب يشعرون كما لو أنه لا توجد فرصة لهم في حياة كريمة وحد أدنى مقبول من الدخل.

وأضاف: "سيؤدي ذلك إلى زيادة معدلات الانتحار والعنف بجميع أشكاله وإثارة النزاعات داخل الأسرة الواحدة".